منذ خطابات الرئيس الأولى للشعب المصرى وقد كتبت تلك الكلمات التى تُعبر عن حالة الشعب المصرى ونظرتهم الوردية للوضع حين سماع كلماته والإصتدام بالواقع بعد إنتهاء الخطاب ، وإستعطافه للشعب بكلمات معسولات قبل هيجان البركان .
طل علينا رئيس الجمهورية بخطابه الرنان التى إنتظره الشعب المصرى فى شغف وترقب ، وقد إستخدم فيه لغة تراثية ، ولكنها قريبة من القلوب ، بصوتِ حنون ودبلوماسية ناعمة ، وكاريزما تُجبر البعض على قبولها ، وشفافيه مليئة بالصدق والعفوية ، رافعاً صوته الجهور فى الجمل التى تتعلق بالإنجازات والتقدم ، متبادلاً التحايا بعد إقناع البعض بأن كل شئ على ما يرام .
أعطى رسالة للمواطن المصرى أن أهم أولوياته فى الفترة الحالية والمقبلة هو ” الإستقرار والأمنى الإجتماعى والإقتصادى والخروج من الأزمة بسلامة دون ثورة ” ، وأن لديه مشروعات ستُوتى ثمارها خلال الفترة المقبلة ، كما أن “الملف الأمنى ” غاية فى الطمأنينة حيث أن الداخلية على حد قوله موجوده وبكل قوة وبإخلاص للوطن ، وإحنا مش نايمين ، ووزير الداخلية ورجاله لا ينامون ، والوطن واسع وكبير ” متجاهلاً حالة الإنفلات الأمنى فى مصر وأكبر دليل على الإنفلات ما حدث مؤخراً من قتل للشيعة الأربعة بقرية أبو مسلم بالجيزة ، بعد إستغاثهم بالشرطة ، وهل يعتبر التواجد الأمنى الذى يقول عنه الرئيس تواجداً وهمياً ، لقد تناسى الرئيس أن هناك محللين سياسيين دوليين مراقبين للأحداث ، فكيف بالتواجد الأمنى وقتل للشيعة فى نفس الوقت ناهيك عن حالات القتل فى الخصومات الثأرية والبلطجة والخطف ، وقد حكى بكلماته مناقضاً نفسه قائلاً:” حد فى المنصورة إسمه فوده بيأجربلطاجية ، وحد فى الشرقية أسمه شوقى وحد فى المعادى ” وهذا دليل على أن الشرطة تقوم بحمايه البلطجية طالما أنها تعلم بقيام هؤلاء بالبلطجة وتتركهم .
يتحدث الرئيس على قطار التقدم مشيراً إلى أنه أدرك ضوء الشمس ، وعلى مقربة من تعانقه مع كل الأحلام ، ينحنى هامساً ، إنه لولا الأيادى الخفية التى تعبث بأمن الوطن ؛ والتى تحول ما بين التقدم والرقى و” مشروع النهضة ” والإزدهار ، لولاها لكنَا فى مصاف الدول المتقدمه … يؤكد على مستمعيه بالأرقام ؛ بأن كل شى فى آخر ستة أشهر تقدم بشكل كبير عن السنة الماضية ، يُخبر كل من ينصت اليه بأنه ليس هناك ” إفلاس ” ، وأن مصر لن تركع أبداً ، معلناً أرقام إن كانت هى فى حقيقة الأمر واقعية متناسياً أن الشعب أصبح ملماً بكل كبيرة وصغيرة وهو من يمارس فاعليات تلك الأرقام فقد أكد على أن الإنجازات التى حدثت فى العام الذى تولى فيه قيادة الدولة تفوق الإنجازات الماضية بستين عاماً . معلناً بالأرقام أن هناك 13 مليون إستفادوا من التأمين الصحى بالإضافة إلى 490 الف إمراة إستفدن من هذا السم القاتل ، متناسياً أن علاج التأمين الصحى هو ” السم القاتل ” وجموع الشعب مدركة تلك الحقيقة .
سيادة الرئيس حكى للشعب المصرى عن الفلاحين والعمال واصفاً حالهم بقوله ” هم عيوننا من الداخل وهناك 52 الف ونصف على حد قوله من الفلاحين تم إعفائهم من الديون ، مفترياً عليهم لأن إحصئيات الداخلية تؤكد أن هناك مئات الألاف من القضايا المتعلقية بمديونيات بنك التنمية والإئتمان الزراعى مازالت قيد التنفيذ ومطلوب أصحابها للمحاكمات .
لن نطيل فى سرد وتحليل ونقد كلمات رئيس الجمهورية فالشعب أصبح قادراً على النقد والحكم من خلال ممارساته للحياة اليومية ،
المضحك والسخيف والمهين للشعب المصرى أن يقول القائد مناقضاً نفسه فى كلماته معبراً عن عدم قدرته فى إدارة البلاد :” فى يوم من الأيام إتصل بى مواطن على تليفونى وقال لى يا سيادة الرئيس أنا اسكن فى عمارة أمامها بنزيمة ، والناس بتملئ الجراكن من الخلف ، أيه رأيك يا ريس أولع فيها ، فأجابه : فقلت له أعمل معروف متولعش فى البلد ” مشيداً بعدها بهمة وزارة التموين وقفز الوزير على سيارة الأنابيب ، إنها كلمات متناقضات ، فسيادة الرئيس ليس لديه هاتف كهواتف عامة الشعب يستقبل عليه شكاوى المواطنين لأن هناك ملايين من الشكاوى فى ديوان المظالم منذ توليه حكم البلاد مازالت فى طى النسيان ، ومن ناحية الجراكن على حد قوله فكيف تكون هناك أزمة وجراكن فى حماية وهمة وزارة التموين ، كلمات معبرة عن التناقض التام فى إدارة الدولة بطريقة ” هزيلة ” .
حالة من” الغيظ والقهر” أصابت العديد من مشاهدى الخطاب وسط تصفيقات الحضور ، حتى أن أيديهم تعالت بالتصفيق حتى غطت على تصفيقات ” الفلول ” أيام المخلوع ” ناهيك عن التكبيرات ” الله أكبر ، ربنا يخليك لينا يا ريس ” ، وما أن ينتهى الرئيس من حلو كلامه ورسالاته المملؤة بالطمأنينة ، إلا ويجد المواطن نفسه مليئاً بشعور طيب يحمل الأمانى والطمأنينة ، وأن مصر ستتقدم على غيرها من البلدان خلال الشهور المقبلة ، فيستريح القلب ، وتمنى النفس … وتبتسم ! يخرج المواطن المصرى بعد سماع خطاب الرئيس الى الشارع ، فيجد التناقضات الغريبة ، وكأنه كان قد إرتدى نظارة سوداء حين خطب به رئيس الجمهورية ، فقد أثلجت كلماته المعسولات الصدر ، وبمجرد أن يخلع المواطن تلك النظارة السوداء ، فيجد الشوارع لا تزال مزدحمة ، والأرصفة لازال يملأُها الشحاذين ، الأطفال مازالوا يتسولون فى الإشارات بعلب المناديل ، أمام بوابات المستشفيات يجد الكثيرين ممكن لا يجدون علاجاً ولا راحه ، البائعون يرفعون الأسعار دون أى رقابة من أى نوع ، يرى الشباب الذى لا يمتلك سكنأً ولا مأوى ولا حتى يجد قبراً يدفن فيه بعد موته ، حتى الفول والطعمية لم يعد فى مقدور الموظف ولا البسطاء ، يرى بعينيه العديد من الأمراض الناتجة عن التلوث كالفشل الكلوى والكبد الوبائى والسرطان .
نسبة تشرد الأطفال وتسول الكبار والصغار أصبحت ظاهرة منتشرة جدا فى شوارع المدن الكبرى ، تجد كل شئ يعلوه الغبار وتسمع كل التصريحات التى تؤكد أن الإقتصاد المصرى يتراجع ولا خطوة للتقدم . ساعتها !!!يجد المواطن أن خطاب الرئيس قد كان مجرد مجموعة شعارات إنشائية ووعود فضفاضة ، لا تقدم ولا تؤخر فى مواجه الأزمات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية التى مازالت تواجه المجتمع المصرى ، ولا زالت آثارها باقية فى شكل التردى فى الإستثمار والنشاط الإقتصادى ، فتعود مستاءاً ولسان حالك يقول ” مصر فى عيون الرئيس ترتدى نظارة سوداء ” !!
نسبة تشرد الأطفال وتسول الكبار والصغار أصبحت ظاهرة منتشرة جدا فى شوارع المدن الكبرى ، تجد كل شئ يعلوه الغبار وتسمع كل التصريحات التى تؤكد أن الإقتصاد المصرى يتراجع ولا خطوة للتقدم . ساعتها !!!يجد المواطن أن خطاب الرئيس قد كان مجرد مجموعة شعارات إنشائية ووعود فضفاضة ، لا تقدم ولا تؤخر فى مواجه الأزمات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية التى مازالت تواجه المجتمع المصرى ، ولا زالت آثارها باقية فى شكل التردى فى الإستثمار والنشاط الإقتصادى ، فتعود مستاءاً ولسان حالك يقول ” مصر فى عيون الرئيس ترتدى نظارة سوداء ” !!