أعلنت وزارة الداخلية العراقية، اليوم الجمعة، بدء تحقيقات في عملية قتل استهدفت بعض أئمة المساجد السنة، في محافظة البصرة، جنوبي البلاد، ليل الخميس/الجمعة، وأودت بحياة 3 منهم.
وقال الناطق باسم الوزارة، سعد معن، في بيان وصلت وكالة الأناضول نسخة منه، إن “وزير الداخلية محمد الغبان أمر وكالة المعلومات والتحقيقات الاتحادية بتشكيل لجنه تحقيق للوقوف على خلفيات وأسباب الحادث الإجرامي الذي تعرض له أربعة من الشيوخ وأئمة المساجد التابعين لمديرية الوقف السني في محافظة البصرة (ذات الأغلبية الشيعية)”.
وتابع: “قتل إثر هذا الحادث ثلاثة من الشيوخ فيما أصيب الرابع بجروح خطيرة عندما تعرضت سيارتهم إلى اعتداء مسلح قرب منطقة باب الزبير في البصرة”.
واتهمت وزارة الداخلية العراقية، في بيانها، “قوى” (لم تسمها) تسعى إلى “خدمة مشروع (تنظيم) داعش في العراق”، بالوقوف وراء الجريمة “بغية شحن الأجواء مجددا وإعادة تصعيد الخطاب الطائفي من خلال استفزاز المشاعر المذهبية وتجييش النفوس لإحباط مساعي الحكومة ووزارة الداخلية بالذات في ضبط الشارع والسيطرة على التعبيرات المسيئة للوحدة الوطنية”.
ويشهد العراق فوضى أمنية منذ بدأ تنظيم داعش (السني) هجوما على مناطق واسعة من شمال وشرق وغرب البلاد، في يونيو/ حزيران الماضي، واستدعى شن تحالف غربي – عربي تقوده الولايات المتحدة، غارات جوية على مواقع التنظيم، لمساعدة القوات العراقية والبيشمركة (جيش إقليم العراق) على دحر التنظيم بريا.
كما حذر الناطق باسم وزارة الداخلية الشعب العراقي من “مكائد الأعداء والجهلة والأغبياء الذين جعلوا الفتنة الطائفية وسيلتهم الأولى لتسعير الحرب على حياة المدنيين الأمنين في العراق”.
وفي بلد شهد حربا طائفية دموية بين السنة والشيعة عامي 2006 و2007، تعمل الحكومة، التي يسيطر عليها الشيعة، على حشد عشائر سنية ضد تنظيم “داعش”، الذي يلقى تأييدا بين بعض السنة في العراق الذي يتهمون الشيعة بإقصاء السنة وتهميشهم، وهو ما تنفيه الحكومات الشيعية المتعاقبة منذ غزو التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، للبلاد عام 2003.
بدوره، استنكر مدير الوقف السني في البصرة، محمد الجبوري، في بيان وصلت الأناضول نسخة منه، الحادث.
غير أنه قال إن الأئمة الذي تعرضوا للهجوم هم 5 وليس 4 كما ذكر بيان الداخلية، وذكر أسماء القتلى الثلاثة وهم: يوسف محمد ياسين الراشد، إمام وخطيب جامع الزبير بن العوام، وإبراهيم شاكر الخبير، إمام وخطيب جامع البسام، وأحمد موسى، إمام وخطيب جامع زين العابدين بن علي، فضلا عن جريحين هما: “حسن علي ناصر الدرويش، إمام وخطيب المزروع، ومصطفى محمد سلمان، إمام وخطيب جامع الذكير.
ولم يذكر أي من البيانين مدى خطورة جروح المصابين، كما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها على الحادث حتى الساعة 7: 15 “ت.غ”.
ودعا الشيخ خالد الملا، رئيس جماعة علماء العراق (جهة تمثل أهل السنة في العراق)، الحكومة الاتحادية بالكشف عن الجهات المسلحة التي نفذت الهجوم على سيارة الأئمة في البصرة.
وقال الملا، في بيان اليوم: “نطالب الحكومة والقوات الأمنية في البصرة بإجراء تحقيق عاجل لكشف العصابات الإرهابية التي استهدفت علماء الدين وعرضهم في وسائل الإعلام لينالوا جزاءهم العادل”.
ومضى قائلا: “إيمانا منا بقدسية الدم العراقي وواجب الحفاظ عليه نستنكرُ بأشد عبارات الاستنكار، اليد الآثمة الخبيثة التي تطاولت على رموز إسلامية وواجهات اجتماعية مثلت وحافظت على وحدة الصف العراقي”.
وكان مسلحون مجهولون اغتالوا يوم السبت الماضي في بلدة طوزخورماتو شمالي العراق إماما سنيا أيضا.