اتهم مرسي قاضياً جالساً علي منصة القضاء فاتهمه بأنه مزور ، ولم يتحرج أن يذكر اسمه رباعياً من علي منصة رئيس الجمهورية وهو يلقي خطابه البئيس ، فتذكرت السادات والشيخ المحلاوي . وتناول مرسي مسئولين سماهم جميعاً ، بالسب والسخرية والتهكم والتقريع ، وصاح في أحدهم وهو اللواء حسن عبد الرحمن قائلاً له ” اسكت ” ، وهو الذي كان يهرع صاغراً ملبياً للقائه في مكتبه هو ومرشده وسائر العصابة في أي وقت من ليل أو نهار يستدعيهم فيه ، لعقد الصفقات وتلقي التوجيهات .
ثم ما راعنا في نهاية هذا الخطاب الذي امتد لساعتين ونصف الساعة لم يتعثر فيها مرسي لحظة واحدة أو يتتعتع ، وهو يسرد القصص ويفضح الناس ويكشف الخفايا في طلاقة وسلاسة وخفة لسان ، إلا أن يخرج ورقة من جيبه في نهاية خطابه لكي يقرأ منها خاتمة سورة البقرة !! وهي الخاتمة التي يحفظها عن ظهر قلب كما يحفظ اسمه كل من سجد لله سجدة قط . تلك النهاية قد لاحت تباشيرها وبانت علاماتها ، وما أري مرسي بالأمس إلا وقد نعي نفسه بلسانه .