تقدم الدكتور مدحت الباروجى الحاصل على ماجيستير طب الطوارئ والحالات الحرجة، ودبلوم إدارة الأزمات والكوارث الطبية، وتسجيل الماجيستير الأوربى فى إدارة الأزمات والكوارث الطبية من جامعة نوفارا الإيطالية، وشهادات من مركز ابحاث جامعة جون هوبكينز لأبحاث حوادث الطرق فى أمريكا، بمقترح إستيراتيجية لتقليل من الآثار الطبية الناتجة عن حوادث الطرق، تم عرضها على اللواء محمد عبد اللطيف منصور محافظ دمياط.
جاء ذلك عقب إنعقاد المجلس القومى للسلامة على الطرق منذ فترة قصيرة والذى أصدر العديد من التوصيات التى خرجت بهدف الحد من هذه المشكلة، و للتعريف بحجم المشكلة، حيث أوضح الدكتور الباروجى أن مصر تحتل المركز الأول على مستوى العالم فى حوادث الطرق، بمعدل 13 ألف حالة وفاة، و 40 ألف مصاب سنوياً.
وتنفق الدولة 20 مليار جنية سنوياً على حوادث الطرق، ويشكل التعامل مع مصابى حوادث الطرق عبئاً إضافياً على منظومة الصحة التى تعانى من مشاكل مزمنة، ويكون تقديم الخدمة الطبية السليمة فى الوقت المناسب عاملاً مساعداً فى تقليل نسبة الوفيات وتحسين نسبة شفاء الإصابات الناتجة عن حوادث الطرق، متمثلة فى ثلاث مراحل يتم فيها تقديم الخدمة الطبية، وهى مرحلة ما قبل المستشفى “فى موقع الحادث”، والمرحلة الثانية فى المستشفيات “وخاصة أقسام الطوارئ والعمليات”، والمرحلة الثالثة ما بعد المستشفى “دور العلاج النفسى والتأهيل”
وأكد الباروجى لــ”الفجر” أن الخدمة الطبية المتاحة حالياً لا تتناسب مع حجم مشكلة حوادث الطرق فى مصر، وتحتاج إلى خطة متكاملة يتبعها تدريب مستمر للوصول لمستوى الأداء المطلوب
وأضاف أن الهدف هو تقليل نسبة حوادث الطرق، ورفع مستوى الأداء الطبى أثناء التعامل مع الحوادث، من خلال مشاركة كافة المعنيين بحوادث الطرق للإضطلاع بأدوارهم للمساهمة فى الحد من المشكلة، ونشر ثقافة الوعى المرورى لكافة فئات المجتمع، وإستهداف فئات مجتمعية أخرى فى محاولة لرفع الوعى الصحى أثناء التعامل مع حوادث الطرق، وتفعيل وتعزيز الدور المنوط بكافة العاملين بالحقل الطبى للوصول لمستوى أداء يتناسب وجسامة عبء حوادث الطرق على العملية الطبية
وأوضح “الباروجى” أن الفئات المستهدفة هى الأطباء، والتمريض وكافة العاملين بالمجال الطبى، والجهات المعنية بحوادث الطرق من إسعاف ومرور وحماية مدنية والطرق والكبارى
وكذلك السائقين ومنظمات المجتمع المدنى، ووسائل الإعلام المختلفة
و من الناحية الطبية أشار الدكتور الباروجى ان الهدف هو تحسين الخدمة الطبية متمثلة فى مرحلة ما قبل المستشفى، من خلال التوعية لكل شرائح المجتمع بحجم المشكلة، وحجم مشكلة تعاطى المخدرات والأدوية التى تؤثر على القيادة، و كذلك مفهوم القيادة الوقائية للحد من الحوادث من خلال برنامج توعية يستهدف كافة شرائح المجتمع من طلبة مدارس، وعاملين، لتقليل نسبة الحوادث، وجلسات توعية بأخطار القيادة تحت تأثير المخدرات أو الأدوية التى تؤثر على الوعى، وبرنامج القيادة الوقائية للسائقين المهنيين، ومحاضرات فى الإسعافات الأولية والإتعاش القلبى الرئوى لكافة شرائح المجتمع من طلبة مدارس وعاملين
والمرحلة الثانية مرحلة المستشفى، والتى تتم من خلال تدريب الأطباء المقيمين الأخصائيين على التعامل مع مصابى الحوادث من خلال بروتوكول علمى للتعامل مع إصابات الحوادث، والتدريب على رفع الكفاءة الإستيعابية للمستشفيات، والتدريب على التصنيف الطبى فى الحوادث الكبرى، والتدريب على التعامل مع الحوادث الكبرى داخل المستشفيات
والمرحلة الثالثة، مرحلة ما بعد المستشفى، والتى تتم من خلال تجهيز وتعزيز دور مراكز التأهيل والتركيز على إستعادة الصحة النفسية والمساندة المجتمعية، وتأهيل المدمنين على الأدوية المخدرة
وأكد “الباروجى” على أن نجاح أى إستراتيجية لن يكون إلا من خلال منظور علمى ومفاهيم معتمدة وبرامج قابلة للتطبيق وعمل جماعى ومتابعة و تقييم مستمر
كما أعرب عن أمله فى أن تكون هذه المبادرة نواة لخطط أكبر تهدف للحد من هذه المشكلة و تبعاتها الكارثية الصحية و الاقتصادية و الاجتماعية.