بعد ثلاثة أيام من إندلاع الثورة المصرية لم يكن يتوقع الاخوان المسلمون في مصر وبعد ان تيقنوا ان وضع نظام مبارك قد ادركته العاصفة وانه لم يعد له القدرة على الصمود امامها لانها كانت اقوى من قدراته التي كان يعتمد عليها سواء كان الحزب الحاكم او الجيش او غيره.
وجد الإخوان المسلمون بعد تنحى مبارك من السلطة مرغما الساحة السياسية المصرية امامهم مفتوحة خاصة وان القوى الشبابية الثورية المصرية والتي اطاحت بالنظام لم تكن تملك من التنظيم السياسي القوي وهي حديثه العهد بينما الاخوان المسلمون يملكون تنظيما جماهيريا امتد لعدة عقود ولذلك فان الظروف الموضوعية في البلد كانت ترجح كفتهم على بقية الحركات السياسية ولذلك فمن الطبيعي جدا وفي أي انتخابات في هذا البلد فهي تصب لصالحهم قطعا خاصة وان الشعب المصري الذي تمكن من ان يزيح عنه النظام الدكتاتوري لم ولن يرغب بعودته ثانية وبوجوه جديدة فقط.
وقف الشعب مع جماعة الإخوان المسلمين وساعدوهم فى الوصول إلى الحكم وإدارة الدولة الا انهم لم يكونوا يتوقعون ان تصل بهم الامور الى ما وصلت اليه اليوم. اذ كانوا يعتقدون انهم سيعيشون حياة جديدة قائمة على الحرية والديمقراطية وان يخرج بلدهم من اسر الاملاءات الاميركية والصهيونية والاقليمية الا انهم وللاسف قد خاب املهم في قادتهم الجدد او وجدوا ان مصر الكنانة قد خرجت من نفق مظلم ودخلت في نفق اكثر ظلاما وان الاخوان المسلمين وبقيادة مرسي قد استفردوا بالسلطة وابعدوا اهل الثورة وابناءها وأقصوهم شر اقصاء ولم يقف الامر عند هذا الحد بل ان الشارع المصري الثائر الذي لم يفتر من الاعلان عن مطالبه وبصوته المسموع الواضح من خلال تواجده في الميادين والساحات لم يجد صدى لدى الحكم القائم. بل انهم واجهوا حالات القمع والرفض بل وواجهوا الاتهامات الباطلة التي اوصلتهم الى الدخول في دائرة الكفر والذي يستحقون من خلاله القتل.
وجد المصريون أنفسهم فى موقف جديد يفرض عليهم ان يبدأوا بتحرك جديد او انتفاضة جديدة تعيد الامور الى طبيعتها ولذلك اعلنوا عن حركتهم الجديدة التي اسموها (تمرد) وقرروا ان يكون اليوم هو يوم الحسم والفاصل مع النظام الذي ليس فقط اهملهم بل اقصاهم وعلى مدى عام شر اقصاء.
وقد حاول الرئيس المصري وخلال الفترة القليلة المنصرمة من احتواء الامر او تطويقه على اقل التقادير الا ان رياح الثورة الجديدة العاصف قد اخفت صوته ولم يعد من يسمع او يصغي له حتى الجيش المصري الذي كان يعول عليه مرسي بان يقف معه فقد اعلن انه سيقف مع رغبات وتطلعات الشعب المصري وانه لن يقف الى جانب طرف دون اخر مما وجد مرسي نفسه في موقف صعب جدا.
وقف مرسى وجماعته ضد الشعب بالتهديدات بانهم سيقفون بوجه هذا الزخم الجماهيري وهددوهم بالويل والثبور وعظائم الامور بحيث وصل الى حد المواجهة المسلحة ان لم يكفوا عن تنفيذ برنامجهم الاحتجاجي هذا. ولكن ابناء الثورة لم يفت في عضدهم هذا الامر بل اصروا على اعلان يومهم الغاضب هذا لكي يضعوا مرسي امام خيارين لاثالث لهما وهما تنحيه عن سدة الرئاسة واعلان انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة لكي يقرر الشعب ومن جديد من يتولى الامور في المستقبل. وبغير ذلك فانهم سيبقون صامدين في اعتصامهم وتظاهراتهم حتى يحققوا مطالبهم المشروعة واعادة قطار الثورة الى سكته من جديد.
الامر يتطلب من مرسي وحزبه أن يعالج الموضوع بدقة متناهية وان يصغي لمطالب الجماهير المصرية الثائرة وبغير ذلك فانه سيكون سببا رئيسيا لاي مغامرات او مهاترات تقوم بها بعض الاوساط المعادية للشعب المصري لايصال الامور الى خلق حالة الفوضى بل وبالاحرى الى المواجهة مما سيشعل نار الحرب الاهلية بين ابناء الشعب الواحد وبطبيعة الحال فان هذا الامر هو ما تريده واشنطن والصهاينة وبعض الدول الاقليمية التي وجدت بذهاب مبارك ونظامه خسارة كبيرة.
لذا يا سيادة الرئيس يجب ان تتحكم لغة العقل والمنطق على اية لغة اخرى من اجل تجنيب هذا البلد مشاكل لا تحمد عقباها وذلك بالعودة الى لغة الحوار البناء القائم على احترام حقوق الجميع وبصورة متساوية.
ـــــــــــــ
المقال يضم بعض الترجمات من الفارسية إلى العربية لبعض الكتاب الإيرانين والرؤية الإيرانية للوضع الحالى بمصر