أبدى وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، توبياس إلوود، تقديره لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للقاء الوفد الذي يرأسه، والمكون من أكثر من 40 شركة بريطانية في زيارة للتعرف على فرص الاستثمار في مصر.
وقال إلوود، في تصريحات على هامش حفل استقبال أقامته سفارة بريطانيا، الأربعاء، على شرف الوفد، إنه يدرك الفرص الكبيرة الموجودة فى السوق المصري، معربا عن سعادته للمجئ على رأس أكبر وفد تجاري بريطاني يزور القاهرة خلال العقد الماضى لبحث فرص للاستثمار في مصر، حيث يوجد العديد من القطاعات المتنوعة التى يمكن لهذه الشركات المساهمة والعمل فيها.
وبشأن مخاوف المستثمرين البريطانيين من العمل في مصر نظرا لما تشهده المنطقة من تغيرات سياسية خلال الأربعة أعوام الأخيرة، أضاف الوزير البريطاني، أنه “لا ينبغى أن يثنينا هذا عن المجئ، والفكرة هى أن نكون أول من يأتي ونفهم الوضع ونقدر الفرص فبعدها ستستفيد من الأمر”.
وأشار إلى أنه “لكن إذا انتظرنا سيتقدم عليك شخص آخر، لهذا نعمل جاهدين لتأكيد أن بريطانيا تدرك إمكانيات مصر، ويجب أن نبنى على هذا، خاصة أن لدينا قاعدة كبيرة متمثلة فى شركات الغاز والبترول، كما أننا أكبر مستثمر أجنبى غير عربى فى مصر، لذا نحن نبدأ من نقطة قوية، ونحن مسرورون لجلب المزيد من الأعمال، وتقديم الأفكار للشركات البريطانية لتحسين العلاقات الثنائية وتحقيق الرفاهية”.
كما أعرب عن سعادته بزيارة وفد الشركات البريطانية لمصر قبل المؤتمر الاقتصادي المقرر عقده في مارس المقبل في شرم الشيخ؛ لبحث فرص المشاركة واكتشاف بيئة العمل.
وأوضح أن “عمل هذا الوفد لا يقتصر على الأسبوع فقط وإنما أيضا مستقبلا”، لافتا إلى “عودة بريطانيا لمصر مرة أخرى لحضور المؤتمر في مارس، كما أن جمعية (الأعمال المصرية- البريطانية) ستزور بريطانيا فى يونيو بالمزيد من الفرص لتعزيز العلاقات الثنائية”.
أما عن المخاوف الغربية بشأن الوضع فى مصر بعد 30 يونيو وما إذا كانت تبددت الآن، قال وزير الدولة البريطاني، إن “بناء اقتصاد قوى يحتاج استقرار وإذا كان لديك استقرار، فهذا سيشجع مزيد من الشركات على الحضور والاستثمار والمساعدة على وجود مجتمع شفاف”.
وأوضح الوزير، أن “هذه الزيارة لا تعني تجاهل وضعية حقوق الإنسان في مصر، وأن العلاقات القوية بين مصر وبريطانيا يمنحها فرصة الحديث الصادق مع المسؤولين المصريين بشأن هذه القضايا”، مؤكدا دعم بلاده لحقوق الإنسان وحرية التعبير.
وحول هجمات باريس الأخيرة وتأثيرها على فرص الاستثمار في دول إسلامية مثل مصر، قال إلوود، إن “العالم رأى ما حدث وكان أمرا حزينا، ولكن العالم استجاب لهذه الاعتداءات بالوقوف معا لتأكيد أن هذا الوضع لا يجب أن يستمر، وهذا تطرف لا يعبر عن الإسلام”.
وشدد على “وجود تعاون بين مصر وبريطانيا في مجال مكافحة الإرهاب، ونحن نساعد بطرق عديدة خاصة فيما يتعلق بالتحالف الخاص بالوضع فى العراق وسوريا، كما أن هناك دعم ثنائى لتحسين مستوى الشرطة فى مصر وهناك تعاون على المستوى الاستخباراتي”.