لا شك ان ادانة القتل والارهاب هي مسألة ضرورية وفي غاية الاهمية ، لكن من المهم ايضا تسليط الضؤ على مسألة الاساءة للاديان المختلفة . لقد حان الوقت للموافقة على صياغة وسن قوانين دولية تمنع هذه الاساءة بكل اشكالها ووسائلها لأنها نوع آخر من الارهاب لا ينتج عنه سوى العنف والكراهية والتطرف والعنصرية . ان مفهوم حرية التعبير قد اصبح وسيلة لتحقيق اهداف لا تسمو في الواقع الى الحرية بشيء ، الحرية التي من المفروض ان تخدم الانسانية لا ان تضر بها .
تناقضت الاخبار التي تداولتها الصحافة العالمية والاوروبية وحتى الفرنسية عن حقيقة حادث الاعتداء على مقر صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية في باريس . وفي هذا السياق نقلت بعض الصحف الامريكية والاوروبية والعربية ايضا ما جاء في تصريح لوزير العدل الامريكي اريك هولدر والذي قال فيه : – ” لا توجد معلومات موثوقة حتى الان على ان تنظيم القاعدة كان وراء الهجمات في فرنسا ” . في نفس الوقت الذي انتشر فيه شريط تسجيل لمقابلة اجرتها احدى القنوات الفرنسية مع صحفية فرنسية كانت قد نجت من حادث الاعتداء هذا والذي تؤكد فيه ان الذي اطلق النار على الصحفيين كانت عيناه زرقاء اللون . وهناك من الخبراء من يرى انه توجد ثغرات في هذا الحادث ما زالت غير واضحة . من المتوقع ان تثير ردود الفعل على قضية شارلي إيبدو تساؤلات كثيرة . وهناك من يرى انه قد تم تسخير هذا الحادث لخدمة توجهات ومصالح سياسية احيانا وعرقية احيانا اخرى . وقد ينتج عن اعمال العنف المتوقع حدوثها وانتشارها في دول اوروبية مختلفة اعادة لصياغة القوانين المتعلقة بالهجرة الى اوروبا وما يختص بالوجود الاسلامي فيها المتمثل في المهاجرين المسلمين والذي اصبح يشكل قلقا عند معظم الاوروبيين لقناعتهم انه يؤثر على النسيج الوطني للمجتمع الاوروبي وعلى مستقبل اوروبا .
” لكنها صحيفة بشعة ” هو عنوان المقال الذي نشرته واحدة من الصحف الايطالية المعروفة من ضمن الصحف العديدة التي استنكرت بشدة رسومات شارلي إيبدو المسيئة ليس للرموز الدينية الاسلامية فقط لكن لجميع الديانات الاخرى . وتضمن المقال رسومات للصحيفة الفرنسية الساخرة مسيئة لبابا الفاتيكان والسيد المسيح ومريم العذراء . انهى الكاتب الصحفي الايطالي المعروف روساريو كارللو مقاله هذا بهذه الكلمات – : ” رسومات بشعة ، مسلية فقط لمن ليس له في هذه الرموز شيئا عزيزا او مقدسا . لأن من يسيء .. يسيء دائما الى ما هو عزيز على الآخرين ، وهذا ليس جيدا . ولكن هذه الامور كنت افضل ان اقولها شخصيا للزملاء من شارلي الذين هم اليوم في بكاء . ” .