قال رئيس الفيدرالية العامة لمسلمي فرنسا والأمين العام للمؤتمر الإسلامي الأوروبي، محمد البشاري، إنّ الدين الإسلامي مختطف من جانب جماعات متطرفة التي أبرزها حركة “داعش” المسلحة، وأنه يجبُ على الجميع من الدول العربية والإسلامية بضرورة العمل على تحريره.
وأضاف البشاري، في لقاءٍ له ببرنامج “مصر في ساعة”، الذي يُذاعُ على قناة “الغد العربي”، مساء اليوم، مع الإعلامي محمد المغربي، أنّ الإسلام الحركي فشل في دول آوروبا، وأنه الآن يعيش مراجعات كثيرة في الدول الإسلامية، وأن الخطاب الحركي الإسلامي عمل على ترسيخ العنف، قائلاً: “خطاب المؤسسات الرسمية الآن ما هو إلا عبارة عن صالونات”.
وتابع البشاري، أنّ صورة الإسلام في المناهج الأوروبية، وصورة “أبو حمزة” ومن على شاكلته سبب رئيسي في تلك الصورة الذهنية المغلوطة عن الإسلام، موضحاً أن المسلم في الوقت الحالي عند الغرب ما هو إلا “الداعش” والفكر المتطرف بسبب رواسب العوامل التاريخية.
وأوضح البشاري، أنّه لا يجب تحميل الفشل السياسي الموجود الآن في فرنسا لطائفة دينية، وأن حادث شارل إيبدو ليس 11 سبتمبر جديدة، مُضيفاً أن الإرهاب أصبح الآن يُهدد بلجيكا وغيرها وأن القوات البلجيكية حركت قواتها حالياً تجاه هذا الإرهاب.
وشدد البشاري على أن حادث شارل إيبدو أيقظ الوحدة الوطنية في فرنسا، وأن الشعب الفرنسي يُؤمن بالحرب ضد الإرهاب، مشيراً إلى أن الفيدرالية العامة لمسلمي فرنسا تضم أكثر من 200 مسجد ومركز إسلامي، وأن هذه المنظمة ليس لها أي توجه سياسي، لافتاً إلى أنه يوجد في فرنسا ثمانية ملايين مسلم، وأن من يحمل الجنسية ما يُقارب الثلاثة ملايين.
من جهته قال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور، نبيل عبدالفتاح، إنّ الديانة الإسلامية في دولة فرنسا تُمثل الديانة الثانية نظراً لوجودها المؤثر في هذه الدولة، موضحاً أنّ رئيس الوزراء الفرنسي اعترف مؤخراً بأن المشكلة في عدم تفعيل قوانين سياسة الإندماج، وأن هذه القوانين لم تُفعلُ على أرض الواقع.
وأضاف عبد الفتاح أنّ الولايات المتحدة الأمريكية تستفيد من توظيف الإرهاب في بعض الأحيان، وأن قيام أمريكا بمساعدة الإسلاميين في مصر للوصول إلى السلطة كان واضحاً.
وأوضح عبد الفتاح أنّه من الصعب إنتاج معرفة دينية بدون أن يكون هناك تجديد للخطاب الديني، مُضيفاً أنه من الصعب أيضاً تجديد هذا الخطاب بسبب وجود لدينا أزمات في المناهج، لذلك الأولى بالتصحيح هوَ معالجة المناهج قبل تجديد الخطاب، قائلاً: “إن لم يكن هناك وجود للرد على الأسئلة بشأن تجديد الخطاب الديني فلن يكون هناك أي تأثير”.