رأت صحيفة “واشنطن بوست” أن موجة الإضطرابات التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط ستشكل اختبارا للعلاقات بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما والعاهل السعودي الجديد الملك سلمان بن العزيز.
ولفتت إلى أن كلا من واشنطن والرياض في حاجة إلى مساعدة بعضهما البعض خلال هذه الفترة أكثر من أي وقت مضى ، لاسيما وأن المنطقة تهتز تحت وطأة الاضطرابات التي تمتد من سوريا إلى العراق واليمن ، خالقة تربة خصبة للارهاب ، ومهددة الإرث الامريكي في العراق وزعامة السعودية في المنطقة/حسب قولها/
وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة تحتاج إلى مساعدة الرياض في ملاحقة العناصر الارهابية وتضييق الخناق على التمويل الذي تحصل عليه الجماعات الجهادية المسلحة ، كما أن استقرار المملكة يعد أمرا محوريا للاقتصاد العالمي، كونها المصدر الاكبر للنفط الخام في العالم.
من جانبها، تحتاج الرياض ، كما بلورت الصحيفة الأمريكية، إلى مساعدة واشنطن في حماية بنيتها التحتية النفطية الهائلة والممرات الملاحية لناقلات النفط ، ذلك بالاضافة إلى أن المملكة تسعى الأن الى دحض التهديدات الإقليمية التي تحدق بحدودها في ضوء صعود نجم مجموعات شيعية مدعومة من إيران.
وقالت الصحيفة أن سياسات الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس أوباما ، جعلت المملكة تتساءل عما اذا ما انحدرت واشنطن إلى مصاف الدول غير الصديقة ، بل وولد لديها الشك في جدية التزام واشنطن نحو المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين قولهم بأن العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز كان غاضبا خلال الاعوام الاخيرة من “فشل” الرئيس اوباما في الاطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الاسد ، كما انتابته خيبة امل إزاء افتقار الولايات المتحدة لاساليب الضغط اللازمة للدفع بتسوية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
في حين يقول مسئولون أمريكيون-حسبما لفتت الصحيفة-أن العلاقات بين بلادهم والسعودية عادت إلى مسارها من جديد خلال الاشهر الماضية ، معززة في ذلك بالزيارة التي قام بها الرئيس الامريكي للرياض خلال شهر مارس الماضي بالاضافة إلى التطور الاهم الا وهو تركيز البلدين على الحد من صعود تنظيم الدولة الاسلامية.