Breaking News

“القسام” من “مُقاومة” إسرائيل إلى الإتهام بـ”الإرهاب”

تصدّر اسم “كتائب عز الدين القسام” مؤخرا، نشرات الأخبار العالميّة، وأشعل مواقع التواصل الاجتماعي عقب قرار محكمة مصرية اعتبارها “منظمة إرهابية”.

وقضت محكمة مصرية، السبت الماضي، في حكم أولي، باعتبار كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية، “منظمة إرهابية”.

واستندت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة في منطقة عابدين، وسط القاهرة، إلى “تورط الكتائب في العديد من العمليات الإرهابية، آخرها تفجير كمين كرم القواديس (قبل نحو 3 أشهر)” والتي قتل فيها أكثر من 12 جنديا مصريا.

ورفضت حركة حماس قرار المحكمة المصرية، واعتبرته “مسيسًا وخطيرًا ولا يخدم إلا إسرائيل، وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري: “إن القسام هي عنوان المواجهة مع الاحتلال، ورمز لكرامة الأمة وعزتها رغم كل محاولات التشويه التي تتعرض لها”.

ولم يصدر أي تعقيب رسمي من قبل السلطات في مصر حول قرار المحكمة، غير أن القاهرة درجت على التأكيد على استقلالية القضاء.

و”كتائب القسام”، هي الجناح المسلح، لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، التي تأسست في 14 ديسمبر/كانون أول 1987 على يد مجموعة من قادة جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة، كان أبرزهم الشيخ أحمد ياسين.

وأعلنت “القسام” عن نفسها لأول مرة في 1 يناير/ كانون ثاني 1992، حينما أصدرت بيانا أعلنت فيه عن مسؤوليتها عن عملية استهدفت مستوطنة كفار داروم” الإسرائيلية، التي كانت تقع وسط قطاع غزة (أخلتها إسرائيل عام 2005).

ونسبت حماس جناحها العسكري إلى (عز الدين القسام) وهو شيخ سوري، قدم إلى فلسطين بهدف مقاتلة الإنجليز، والتصدي لمشروع إقامة دولة إسرائيل، ونجح الجيش البريطاني في قتله عام 1935.

وولد الشيخ عز الدين القسام في بلدة جبلة، بالقرب من مدينة اللاذقية السورية، سنة 1838، وتلقي علومه الدينية في الأزهر الشريف بمصر.

وفي عام 1920 هاجر القسام إلى فلسطين، وأقام في مدينة حيفا الساحلية، وهناك تولى فيها إمامة جامع الاستقلال والخطابة فيه.

وكون القسام جماعة سرية عُرفت باسم العُصبة القسّامية، وفي عام 1935، شددت السلطات البريطانية (كانت فلسطين تخضع للانتداب البريطاني) الرقابة على تحركات القسام في حيفا، فغادر إلى مدينة جنين شمال الضفة الغربية، وهناك بدأ في عملياته المسلحة ضد القوات البريطانية.

وفي عام 1935 درات معركة بين القوات الإنجليزية، والشيخ القسام، انتهت بمقتله.

وكان لمقتل القسام الأثر الأكبر في اندلاع الثورة الفلسطينية عام 1936م، والتي كانت نقطة تحول كبيرة في مسيرة الحركة الوطنية الفلسطينية بعد ذلك.

وتقول “كتائب القسام” عن نفسها إنها “جزء من حركة ذات مشروع تحرر وطني، تعمل من أجل تعبئة وقيادة الشعب الفلسطيني وحشد موارده وقواه وإمكانياته”.

وتحرص “القسام”، على التأكيد دوما أن عملها يقتصر فقط على داخل الأراضي الفلسطينية، نافية أي تورط لها في أي عمليات خارجية.

وتحوّلت “القسام”، خلال السنوات الماضية، من مجموعات صغيرة، تعتمد أسلوب “حرب العصابات”، إلى ما يشبه “الجيش النظامي”، وتمكنت حركة حماس بفضلها من السيطرة على قطاع غزة، عقب اشتباكات داخلية مع حركة فتح (غريمها السياسي)، في صيف عام 2007، والتصدي لـ 3 عمليات عسكرية كبيرة شنتها إسرائيل ضد القطاع .

وعملت حركة حماس، خلال الانتفاضة الثانية (بدأت نهاية عام 2000) على توسعة جناحها العسكري، وحولته إلى ميلشيا كبيرة ومنظمة، خاصة في قطاع غزة.

ووفق نشرة سابقة أصدرتها “القسام”، فإن عدد عناصر القسام في قطاع غزة لوحده، تجاوز العشرة آلاف مقاتل، يكونون “جيشا حقيقيا تحت تشكيلات عسكرية، تبدأ من الفرد والمجموعة، مرورا بالفصيل والسرية، وانتهاءً بالكتيبة واللواء”.

ووفق النشرة فيتم تقسيم “القسام” إلى أربعة ألوية:” لواء شمال القطاع، ولواء غزة، ولواء الوسطى، ولواء الجنوب”.

وتعتمد كتائب القسام أسلوب “حرب العصابات”، في مواجهة الجيش الإسرائيلي الذي يصنف كأحد أقوى جيوش المنطقة.

وتطور تصنيع كتائب القسام لسلاحها بشكل كبير، حيث بدأت بصناعة العبوات الناسفة، البدائية، ثم تطورت قدراتها، لتتمكن من تصنيع “صواريخ” قادرة على ضرب كبريات المدن الإسرائيلية.

وأطلقت “القسام”، أول صاروخ أنتجه محليا، على بلدة سديروت الإسرائيلية، المحاذية لقطاع غزة، يوم الجمعة 26 أكتوبر/تشرين أول 2001، حسب بيانات سابقة أصدرتها.

وعلى نحو متسارع قامت حماس بتطوير صواريخها، وتمكنت من إنتاج قذائف يصل مداها إلى 150 كليومترا، وأطلقت بعضها على مدينة تل أبيب (العاصمة السياسية لإسرائيل)، خلال الحرب الأخيرة، التي شنتها إسرائيل، في صيف العام الماضي.

وفي تطور نوعي ولافت أعلنت كتائب القسام، يوم الاثنين 14يوليو/تموز 2014 (خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة) رسمياً عن تمكن مهندسيها من تصنيع طائرات بدون طيار، وإنتاج 3 نماذج منها، لتنفيذ مهام خاصة في إسرائيل.

وتبدو كتائب القسام كأي جيش نظامي، إذ أصبح لديها وحدات متخصصة، مثل وحدة الهندسة، ووحدة الدفاع الجوي، ووحدة المدفعية، ووحدة الاستشهاديين، ووحدة الإسناد، وغيرها.

وخلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، أعلنت كتائب القسام عن أول عملية لوحدة الإسرائيلية ضفادع البشرية (الكوماندوز البحري)، قامت بتنفيذ عملية في قاعدة “زكيم” العسكرية الإسرائيلية، في مدينة عسقلان جنوب غربي إسرائيل.

وقامت “القسام” بتنفيذ العديد من عمليات أسر الجنود، كان من بينها الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي أسرته في عام 2005، وبعد صفقة تبادل للأسرى أبرمتها حركة حماس وإسرائيل، في أكتوبر/تشرين أول عام 2011، برعاية مصرية، أفرجت السلطات الإسرائيلية آنذاك عن 1050 أسيرا، مقابل تسليم حماس للجندي “شاليط”.

وتصدت كتائب القسام لحربين شنتهما إسرائيل على قطاع غزة (2008، 2012)، وتقول إنها كبدت الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة.

كما تصدت كتائب القسام للحرب الإسرائيلية الأخيرة والتي دامت 51 يوما، وأعلنت، أنها كبدّت الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة، وتمكّنت من أسر جندي إسرائيلي، يدعى أرون شاؤول، خلال عملية نفذتها شرقي غزة.

وتتهم إسرائيل حركة حماس، باحتجاز جثة ضابط آخر، (هدار غولدن) قُتل في اشتباك مسلح شرق مدينة رفح في 1 أغسطس/آب الجاري، وهو ما لم تؤكده الحركة أو تنفه حتى الآن.

وأفادت بيانات رسمية إسرائيلية بمقتل 68 عسكريا، و4 مدنيين إسرائيليين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وإصابة 2522 إسرائيلياً، بينهم 740 عسكريا، خلال الحرب الأخيرة.

وكشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية في وقت سابق أن 500 جندي إسرائيلي، أصبحوا معاقين جراء إصابتهم في الحرب على القطاع.

وتصنف الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، واستراليا، حركة حماس على أنها “إرهابية”، فيما يجرى نقاشاً في أوروبا حول هذه القضية بعد أن قررت محكمة العدل الأوروبية في 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي شطب الحركة من قائمة المنظمات “الإرهابية” وهو ما قال مجلس الاتحاد الأوروبي إنه قرر الاستئناف ضده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *