إن إرادة الشعوب هي التى تصنع التاريخ وتسطره إما بحروف من نور الحرية والكرامة أو بعار الذل والهوان ، ومصر العظيمة أبت إلا أن تكون صلبة شامخة ، محلقة فى سماء الحرية لا تعرف معنى للعبودية وعبر تاريخها ورغم ما أصابها من فترات ضعف وإعياء ، سرعان ما تجدها تداوى جراحها و تلملم ما تبقى منها لتسترد عافيتها وتدافع عن ذاتها .. وتنتصر الإرادة.
لقد ثارت ” مصر ” وتمردت على كل طغيان و ظلم فى كل زمان ، فها هم أجدادنا الفراعنة يثورون ضد “نفر كارع ” الذى ظلمهم و أفقرهم وعمد إلى إذلالهم ، فأعلنوا العصيان واعتصموا بالمعابد وأخذوا يهتفون ويطرقون أبواب المعابد لكي يستجيب الحاكم لمطالبهم ، فعلموا العالم معنى الثورةفى التاريخ الحديث عندما زاد النفوذ البريطانى والتدخل الأجنبى فى إدارة البلاد نجد الثورة العرابية بقيادة الزعيم “أحمد عرابى ” صامدا ضد الخديوى وأعوانه رافعا صوت الحق وسيف الكرامة ولسان العزة بأننا لسنا عبيدا وإنما نحن الأحرار .. وتنتصر الإرادة
وعندما ينفى الزعيم ” سعد زغلول ” فينفجر البركان و يثور الشعب من أجل الرمز الوطنى المعبر عن جميع فئاته وطبقاته ، فيرضخ الإنجليز ويفرج عن القادة .. وتنتصر الإرادة
ولما يزداد الفساد والمحسوبية الذى يتسبب بهزيمة نكراء فى حرب فلسطين ، فتهب ريح الثورة لتقتلع جذور الظلم والفساد بأيدى ” الضباط الأحرار ” ويجبرون الملك على الرحيل .. وتنتصر الإرادة
هذا التاريخ المشرق وميراثنا الثوري دفعنا للثورة على الظلم والإستبداد فى 25 يناير ” ثورة اللوتس ” السلمية ، التى قام بها شبابنا من أجل لقمة عيش لأبنائنا ، وحرية نتنفسها ، وكرامة ترتقى لآدميتنا
زهرتنا التى رويت بدماء شهدائنا ما أن تفتحت وأوشك عبيرها أن يفوح ، إلا وسرقت منا ، واستولى عليها من لا ناقة لهم فيها ولاجمل ، ويا ليتهم أحسنوا استغلالها ، فكان من الممكن أن نغفر لهم ، لكنهم لم يستوعبوا دروس الماضى ، ولم يعوا أنهم أمام شعب يملك إرادة وعزيمة ، لا يساق كقطيع الخرفان ، وإنما ينادى فيلبى له النداء
استهان ” الإخوان ” بالشعب المصرى ، وتجاهلوا إرادته ، وتناسوا قوته وعزيمته ، واعتقدوا بأنهم قد ملكوه واستعبدوه ، لكن .. هيهات لما توعدون وتظنون ، فقد هب الشعب ثائرا لاسترداد ثورته المسلوبة ، وليكمل مشوار العزة ، ولتنتصر الإرادة .. إرادة شعب .