أكد رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني أن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي عملت على تغيير وجهات نظر دول عديدة لشرح ما تتعرض له ليبيا من إرهاب واستطاعت أن توقف دعم تلك الدول للجماعات المسلحة.
وقال الثني فى تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الاوسط اليوم، إن القيادة المصرية نجحت فى طي صفحات الماضي مع بعض الدول التى كانت تدعم الجماعات الإرهابية بالسلاح ،مؤكدا أن بعض الدول غيرت وجهة نظرها وموقفها من ليبيا بعد الزيارة الأخيرة التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السودان وكذلك زيارة الحكومة الليبية مؤخرا إلى السودان.
وأضاف الثني أن هناك دولا عربية بعينها تقوم بعرقلة المسار الديمقراطي والشرعي وكذلك محاربة الإرهاب فى ليبيا بدعمها للجماعات المسلحة فى إشارة إلى دولة قطر التى تحفظت مؤخرا على الضربة الجوية المصرية, مؤكدا أن مصر وليبيا فى خندق واحد هو محاربة الإرهاب.
وأكد الثني أن تصريحات ما تسمي نفسها بحكومة طرابلس بشأن الضرية العسكرية التى قامت بها القوات الجوية المصرية ضد تنظيم داعش لا تعبر عن الدولة الليبية، مشيرا إلى أن هذه الحكومة فاقدة للشرعية الإقليمية والدولية.
ووصف تصريحات تلك الحكومة الفاقدة للشرعية بشأن اتخاذها إجراءات ضد الدولة المصرية عقب هذه الضربة الجوية بأنها فزاعة إعلامية، مؤكدا أن هذه الحكومة لا تمتلك أى أداوات دولية للقيام بهذه الإجراءات لانها لا تملك شرعية دولية وغير معترف بها فى المحافل الدولية كافة.
وأكد أن الحكومة الليبية المؤقتة والبرلمان الشرعي والجيش الليبي فقط من يمتلكون تلك الشرعية ويرحبون بأي جهد مصري للقضاء على الإرهاب, مؤكدا أن تلك الضرية تمت بالتنسيق بين القيادة المصرية والقيادة الليبية.
وأكد الثني أن الحكومة الليبية المؤقتة لم ولن تقف ضد الحوار الدائر حاليا فى جنيف, موضحا أن الحكومة طلبت تأجيل الحوار للتشاور ولم تعلن مقاطعتها له.
وكشف أن وتيرة الحوار ستكون أسرع خلال الفترة القادمة نتيجة خطر الإرهاب الذى بات يهدد الجميع, مشددا على ضرورة التوصل إلى حل يرضي الشعب الليبي والأطراف الليبية كافة.
ولفت إلى أن الحكومة الليبية المؤقتة شاركت فى الحوار بناء على شروطها المسبقة والتى تتمثل فى الاعتراف بشرعية البرلمان والتى لن تتنازل عنها, مؤكدا فى الوقت نفسه أن الحكومة تنازلت ومازالت على استعداد لمزيد من التنازلات من أجل إنجاح الحوار لعبور ليبيا من وضعها الخطير حاليا.
وطالب الثني الجميع بالعمل على وحدة الصف الليبي والبعد عن المصالح من أجل مصلحة الوطن ، كاشفا أن ما يعرف بقوات فجر ليبيا بدأت فى العمل على تغيير وجهة نظرها بشأن الاوضاع فى ليبيا.
وعزا الثني موقف قوات فجر ليبيا إلى الشعور بخطر الإرهاب الذي بات ينتشر فى عدد من مناطق الليبية، مؤكدا فى الوقت نفسه أن فكر تنظيم داعش الذى ينتشر فى أجزاء صغيرة من ليبيا مختلف تماما عن فكر قوات فجر ليبيا.
وفى رده على سؤال حول استمرار وزير الدفاع ووزير الداخلية فى الحكومة المؤقتة حاليا بصياغة بالوكالة، أكد الثني أن الاوضاع الأمنية الحالية تحول دون قيام البرلمان الليبي بعقد جلساته كاملا ومن ثم التصديق على وزير الدفاع ووزير الداخلية، مشيرا إلى أن فور استقرار الاوضاع وقيام البرلمان بعقد جلساته سيتم التصديق علي تعينهما ، لافتا إلى أن الاوضاع لا تحتمل ومن ثم كان يجب أن يقوم الوزراء بمهامهم.
وأكد أن أعضاء حكومته كافة يقومون بدورهم فى ظل هذه الظروف الصعبة, مشيرا إلى أنه سيعمل وحكومته على تقديم المزيد من الجهد من أجل الخروج من عنق الزجاجة الذي تتوجد فيه الدولة الليبية.
ونفى الثني علمه بتصريحات أو بالمعلومات التى تشير إلى أن اللواء خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي حاليا سيكون هو وزير الدفاع القادم، كما نفي علمه بما يدور من تصريحات هنا أو هناك بشأن إمكانية أن يكون حفتر هو رئيس الجمهورية الليبية القادم, مؤكدا فى هذا الصدد أن الشعب الليبي وحده هو صاحب الاختيار والقرار عبر صناديق الانتخابات والتى ستجري فور الانتهاء من الدستور واستقرار الاوضاع الأمنية.
وحول الدول التى تسعي إلى العبث بوحدة وإستقرار ليبيا، أكد رئيس الوزراء الليبي عبدالله الثني, أن بلاده لن تسمح بدولة حديثة العهد أن تعمل على عدم استقرار ليبيا وشعبها فى إشارة واضحة إلى دولة قطر, مشيرا إلى أن قيام تلك الدولة بدعم الارهاب والإرهابيين يمثل خرقا لسيادتها وهذا ما لم ولن تسمح به ليبيا حكومة وشعبا.
كما أكد رئيس الوزراء الليبي فى تصريحاته أن ليبيا دولة ذات تاريخ قديم منذ القدم ولديها مواقف عديدة من أجل البقاء قوية وذلك منذ المشاركة فى الحروب العالمية خلال مطامع الدول الغربية فى ليبيا.
وأكد الثني أن ليبيا مع دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإنشاء قوة عسكرية عربية تعمل على استقرار الأمن القومي العربي ومحاربة الإرهاب, كاشفا عن وجود دول عربية أخري تعمل على عرقلة هذا الطرح عبر التحفظات والامتناع عن التصويت فى المحافل العربية والدولية.
وأشاد الثني بموقف دول عربية أخري تقوم حاليا بالعمل على مساعدة الجيش الليبي فى محاربته للإرهاب، كما تقوم بدعم الطرح المصري فى المحافل الدولية من أجل القضاء على داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية فى ليبيا.
ووصف رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني استمرار قرار حظر تسليح الجيش الليبي حتى هذه اللحظة بالظالم، مشيرا إلى أن الحكومة الليبية لا تستطيع شراء أى قطعة سلاح أو ذخيرة للجيش ، مشددا على ضرورة رفع هذا الحظر لمواجهة الإرهاب والذى لا يعرف وطن أو حدود.
وأعرب عن استغرابه فى استمرار هذا الحظر فى الوقت الذى تقوم دول بتدعيم الجماعات المسلحة بالسلاح لمواجهة الدولة، معربا عن اسفه لموقف دول بعينها من هذا القرار.
وأكد أنه يجب تضافر الجهود كافة لمحاربة الإرهاب والإرهابين لان ذلك خطر سيتنشر حتى داخل الدول التى ترفض حاليا تسليح الجيش الليبي وترفض تشكيل قوة عربية لمحاربة
الإرهاب.
وأكد الثني على أن ليبيا حكومة وشعبا تعول على استمرار مؤتمرات حوار دول الجوار التى تعقد بين الحين والأخر بشأن ليبيا, موضحا أن هناك فرقا بين حوار دول الجوار وحوار جنيف.
وأوضح رئيس الوزراء الليبي أن حوار جنيف يسير نحو البحث عن حل سياسي للازمة الليبية ، فى حين يدور حوار دول الجوار على ملفات عدة منها التنسيق الأمني والقومي لدول
جوار ليبيا.
ورفض الثني التصريحات التى تشير إلى أن المصريين مستهدفون فى ليبيا ، مؤكدا أن الكل مستهدف فى ليبيا وخاصة المناطق التى تسيطر عليها الجماعات المسلحة.
وفى نهاية حديثه ناشد رئيس الوزراء الليبي المؤسسات الصحفية ووسائل الإعلام كافة ضرورة وضع المسئولية الإعلامية والأخلاقية وكذلك تحري الدقة فى نقل الأخبار التى تخص الشأن الليبي والبحث عنها من مصدرها ، مقدرا الرسالة التى يقوم بها الإعلاميون والصحفيون وأنهم أصبحوا مستهدفون كالدول وجيوشها.