نجحنا بتربية الفحول وأخفقنا بتربية العقول إذاً كلنا فاسدون فأنا لا أستثنى أحد حتى بالصمت العاجز الموافق قليل الحيلة بتلك الكلمات التى قالها الفنان القدير أحمد ذكى فى فلمه ضد الحكومة أبتدى مقالى أننا أن كنا نعانى من ضيق الحال وتبعات الفقر والجهل والتسلط والوساطة والمحسوبيه وقد وجدنا هناك من يتحملها عنا ويحاكم من أجلها إلا أنه يجب أن نقف مع أنفسنا كما قال النبى فى حديثه الشريف” حسابوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ” يجب أن نقيم لأنفسنا أيضاً محاكمات فلقد شاركنا جميعاً فى النظام الفاسد طوال عقود من الزمان إلا من رحم ربى ولكن هيهات لقطرة ماء توجد فى بحر عكر أننا جميعاً مفسدون فلا تتعجب عزيزى القارىء فأننا جميعاً يجب أن نحاكم بتهمة ” شركاء الفساد الوطنى ” فإن كان نظام مبارك هو الفاعل الأصلى لجريمة الفساد والإفساد فى كافة مجالات الحياة فإننا أيضاً كنا شركاء بالمساعدة والأتفاق والتحريض وكما أسيقت أدلة مؤكدة على أرتكاب جريمة الفساد للنظام السابق مع العلم أننى لاأدفع عن نظام مبارك ولكننى أسيق لكم أدلة أتهام الشعب المصرى بأكمله عندماأنتزع وأسلب حقاً ليس لى وهو حق المحقق فأدلة أتهامى كثيرة فمن منا يخلوا من الخطأ والتقصير ؟ فجميع موظفي الحكومة على كافة درجاتهم المالية والإدارية يقتنصون حقوق وظائفهم وحقوق الجمهور فتجد من يترك مكتبه للصلاة بالرغم أنه لم ولن يترك الماتش للصلاة ومن هنا يولد الفساد الإدارى وكم موظف يقوم بأداء مهام عمله طبقاً للشروط الواردة بخطاب أو بقبول الترشح للتعيين وكم مواطناً مصرياً لا يريد أن ينعم بالمال ولا يريد أن يعين أبنه خلفاً له في وظيفته ولا يريد أن يجعل له من القصور مالا عين رأت ولا خطر على بال بشر بالتأكيد كثير إلا ما رحم ربى وكم مواطناً ترك الكذب والخداع فى أعماله التجارية أو أعماله اليومية وأقسم بالله أننى أري أناس يحلفون بالله كذب وهذا أمر خطير فإذا كان الكذب ذنب فان الحلف بالله كذب ذنب أعظم يصل إلى حد نكران وجود الله عز وجل فالكثير أصبح يتربح وكلا يكسب كسباً غير مشروع فالقوانين المصرية تمنع عن أصحاب الأعمال الحكومية ” الموظف العام – موظف قطاع الأعمال ” الأشتغال بوظيفة اَخرى أو الإتجار أو التربح من أى وظيفة اَخرى وهذا أيضاً مردود عليه بأن ما يتقاضاه الموظف من أموال لا تصلح حتى يقاوم غلاء الأسعار والمعيشة ولكن هذا أيضاً مردود عليه ماذا لو أتقن كلاً منا عمله ؟ كيفما يفعل الغرب أهل الذمة لا الإسلام ؟
وأننى أتعجب….!!!من الإعلام المصرى هذا الإعلام العقيم الذى عندما أراه أتذكر مقولة ((أعطنى إعلاماً بلا ضمير أعطيك شعباً بلا وعى )) لا يسعى إلا لتجارة الأفكار وتجارة المبادئ والقيم فبالله عليكم كيف يعقل أن تظل قنواتنا مفتوحة لغزوا المشاهد الجنسية لبيوتنا المصرية والإختلاط فى السياسة دون رقيب فنحن نريد قوانين صارمة و نريد أن نكون مجتمع منضبط ليس بفخامة سياراتنا أو جمال منازلنا وأناقة ملابسنا أو بكبر أجسامنا وفتوتنا وإنما بالأخلاق السامية التي علمناإياها الآباء والأجداد والنابعة من أصالتنا العربية والتي أتى الإسلام معززاًومكرماً لها كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) نعم نريد إعادة بناء القيم النبيلة والظهور بصورة أفضل مما نحن فيه وأن لا نتوارى تحت عباءة الفضيلة التي ندعيها فقد دخل الغريب تحت عباءتنا وكشف سؤتنا وعرف أدق تفاصيل حياتنا اليومية فعلينا عدم الكذب على أنفسنا والإعتراف بالمشكلة وإيجاد حل جذري لما نحن فيه وأن يكون حلاً نابع من ديننا وأصالتنا بطريقة علمية ودراسة متخصصة حتى نشعر إننا فعلاًمجتمع الفضيلة عندما نرى سلوكنا العام منضبطاً داخل البلاد وخارجها دون رقابة الهيئة عندما نصبح أناس أسوياء مثل باقي شعوب الأرض وفى النهاية لا يسعنى غير أن أقول كلنا فاسدون…..نعم كلنا فاسدون فنحن ندعى الفضيلة ولا نعمل بها وسلام يا بلد الكلام.