برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ، وفي إطار سعيه للتواصل الفكري والمجتمعي نظم الرواق الأزهري ندوة ثقافية بعنوان ” الدين والسياسة من المنظور الصوفي ” ، بقاعة الإمام محمد عبده بالدراسة ، حيث حاضر في الندوة الدكتور أسامة السيد الأزهري عضو المجلس التخصصي برئاسة الجمهورية .
قال الدكتور أسامة السيد الأزهري ، إن هناك علاقة دقيقة بين التصوف بما يمثله من صفاء ونقاء وخلو مع الله تعالى ، وبين السياسة بما فيها من ذكاء ومراوغة ، وهي تحتاج إلى دراسة موسعة وجادة .
وأكد فضيلته أن التصوف لا يقوم على الخلوة والجهل والابتعاد عن شأن الناس ، وهناك الكثير من الأمثلة التاريخية التي تدلل على عدم اعتزال الصوفية للسياسة ، فالأمير نور الدين زنكي كان من أهل التصوف ، وكذلك السلطان محمد الفاتح ، والشريف أحمد السنوسي، والملك إدريس السنوسي آخر ملوك ليبيا كان يحفظ البخاري وكان يجيز فيه العلماء ، والأمير عبدالقادر الجزائري ، وأمثلة أخرى كثيرة جدًا .
وأوضح الأزهري أن تعامل الصوفي مع السياسة يجب أن يسبقه معرفة الواقع وفهمه فهمًا جيدًا ، ثم ينظر إلى هذا الواقع لتدبر القوانين الإلهية التي تسيره ، وبعد ذلك يمكنه من الخوض في الشأن السياسي على بصيرة وفهم ودراية ، ولذلك يجب ألا يخوض في الشأن السياسي إلا من لديه معرفة بالواقع ، وخبرة كافية بما سيتكلم فيه .