في كلمته التي ألقاها اليوم أمام مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة فى دورته الخامسة عشرة ، الذى يعقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتستضيفه القاهرة خلال الفترة من 2-6 مارس 2015، رحب المهندس ابراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، بالحاضرين من مصر وأشقائها في أفريقيا، وقال : لقد عشنا سوياً سنوات الكفاح والتحرير، وتشاركنا التحديات والآلام والآمال، ونعمل معاً على تحقيق الطموحات.
وأضاف رئيس الوزراء : نحن نرحب بكم في مصر بلد الأمن والأمان والمحبة والسلام، نرحب بكم بعد 30 عاماً من إنشاء مؤتمركم هذا في القاهرة عام 1985، وأحييكم على الجهد الذي بذلتموه، أنتم ومن سبقكم، طيلة هذه الفترة، في توجيه سياسات القارة الأفريقية بيئياً، لضمان الحفاظ على مواردها الطبيعية، وتنمية قدرات شعوبها، فإننا لم نرث تلك الأرض من أجدادنا، بالقدر الذي ندخره لأبنائنا، لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وأكد رئيس الوزراء إننا جميعاً نقف اليوم في توقيت بالغ الدقة، من حيث المسئوليات الملقاة على عاتقنا كصانعي سياسات، في مقدمتها وضع رؤية أفريقية موحدة واتفاق قانوني جديد لتغير المناخ بحلول نهاية العام، وكذلك التوصل إلى أجندة للتنمية لما بعد 2015، مشيراً إلى أن كلا الأمرين من الموضوعات التي ستؤثر على نمط الإستهلاك والإنتاج لعقود قادمة إذ وجب على دول القارة الاستعداد لها، والإستفادة منها لخلق وظائف جديدة مناسبة للشباب لاستيعابهم ضمن منظومة اقتصادية متطورة تحافظ على إستدامة موارد ومقدرات القارة.
وأشار رئيس الوزراء الي إن المرأة في أفريقيا تتحمل العبء الأكبر من تحديات التكيف مع الظروف البيئية الصعبة التي تمر بها دول القارة، إذ أوصيكم أن تأخذوا بعين الإعتبار دور المرأة عند رسم كافة السياسات البيئية في أفريقيا، فإن دعمها وإعدادها بالشكل الصحيح والسليم، هو مفتاح النجاح في تنفيذ سياساتكم وتقدم دولنا، فعلينا أن نحدد لها موقعاً مناسباً لتمكينها من التصدي لتلك التحديات، خاصة في تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي.
وأضاف : إن التطلع نحو مستقبل أفضل للإنسانية يفرض علينا الانتباه لكافة ما يواجه قارتنا الأفريقية من تحديات وآمال على الصعيد البيئي، وهي تحديات ترتبط في جوهرها بثلاث قضايا متلازمة لايمكن فصلها … المياه، والغذاء، والطاقة … ثلاث قضايا تتصل بشكل مباشر مع تحديات تغير المناخ، وهو ما يعيد التأكيد على مسئوليتنا كدول أفريقية لايجاد التوازن المطلوب بين أولويات التنمية والحفاظ على الأمن الغذائي لمواطنينا.
وقال محلب : يوجد توافق واسع على أن الاستخدام الأكثر استدامة لرأس المال الطبيعي في أفريقيا سيساعد في تحقيق التنمية المستدامة والحد من الفقر، والأهداف الإنمائية الأخرى، مع تعزيز السلام والاستقرار لدول القارة. إلا أنه يجب علينا الإنتباه، فليس كل ما في الطبيعة قابل للتقييم المالي، إذ يجب أن تنصب الجهود على كيفية تعظيم الاستفادة من رأس المال الطبيعي خاصة العابر للحدود الوطنية، بالطريقة التي تضمن مشاركة جميع الدول في المنافع الناتجة عنه، دون المساس بمبدأ العدالة والإنصاف. مضيفا: “لعل من أهم ماتملكه القارة هو المعارف التقليدية التي ساهمت شعوبنا في تراكمها على مدار مئات السنين، من خلال استغلالها الجيد لمصادر التنوع البيولوجي المتعددة مما مكننا خلال السنوات الماضية من مكافحة العديد من الأمراض والحفاظ على الأمن الغذائي، وهو مايتطلب منا حمايتها الآن، واستغلالها بشكل جيد لدعم اقتصاد أوطاننا”.
وأوضح رئيس الوزراء أن البرامج الأفريقية الرائدة ستسهم في تأسيس نقطة إنطلاق لتحقيق التنمية المستدامة في أفريقيا، وعلينا في هذا السياق بناء الجهود مع شركائنا للحصول على الدعم المناسب، والمتضمن تمويل المشروعات الإقليمية وشبه الإقليمية في القارة، ووضع أطر لتقييم الإحتياجات التكنولوجية وإزالة المعوقات التي تواجهنا في نقل وتوطين التكنولوجيا في دول القارة، وبناء المؤسسات اللازمة لدعم بناء القدرات لمواطنينا.
واختتم المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء كلمته قائلاً : إن مؤتمركم هذا بمثابة فرصة لتعزيز أواصر التعاون، وبلورة تفاهم مشترك حول كافة القضايا، يجمع ولا يفرق، ويبني على إيماننا بوحدة المصير.