أخبار عاجلة

ننشر رسائل الإمام الأكبر ” الدكتور أحمد الطيب ” إلى الشعب اليابانى

رسائل ‫‏الإمام الأكبر‬ ‫‏شيخ الأزهر‬ إلى الشعب الياباني عبر تليفزيون ‫‏اليابان‬ الرسمي:
– هناك مؤامرة عالمية كبري على بلدان الشرق ساعدت في ظهور تنظيم “‫‏داعش‬” على الساحة
– الجماعات المتطرفة لا تمثل دين ‫‏الإسلام‬ الذي يحرم إراقة دماء الناس أيًّا كانت معتقداتهم وألوانهم وأجناسهم
– نشارك الشعب الياباني حزنه على مقتل رهينتَيْه.. وخسارته من ‫‏الإرهاب‬ لا تقارن بخسارة ‫‏العالم العربي‬
– الجماعات المتطرفة تستغل الظروف الاستثنائية التي يعيشها شباب العالم العربي في تجنيدهم
– يجب أن تتوقف الأنظمة الدولية عن العبث بمقدرات الشعوب والتدخل في مصالحها الداخلية
– ضرورة إفساح المجال الكافي للشباب واستيعابهم فكريًّا وإيجاد فرص عمل مناسبة لهم
– هناك عدم جدية دولية في مواجهة تنظيم “داعش”.. وضربات التحالف الدولي ليست كافية
– جميع جرائم “داعش” بعيدةٌ عن المفاهيم الصحيحة للإسلام ومرفوضةٌ تمامًا
– هناك مؤامرة لإظهار الدين الإسلامي بصورة الدين الوحشي والبربري لصالح الصهيونية العالمية
– لا يوجد في حضارة المسلمين التي انتشرت شرقًا وغربًا مثل هذه الجماعات الهمجية
– لدينا في ‫‏الأزهر‬ أكثر مِن 35 ألفَ طالبٍ مِن أكثرَ من 100 دولة نعدَّهم لمكافحة الفكر المتطرف
قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد ‫‏الطيب‬، شيخ ‫‏الأزهر الشريف‬: إن الجماعات المتطرفة تمثل شذوذًا فكريًّا وخروجاً على النهج الصحيح للأديان، وتحاول هذه الجماعاتُ التي طالما تخطَّاها التاريخ، نشرَ أفكارها بين الشباب حتَّى تستنزفَ طاقة الدول، موضِّحًا أنَّ هناك مؤامرةً دولية كبرى وعالمية على بلدان الشرق، ساعدت في ظهور تنظيم “داعش” الإرهابيّ على الساحة بهذه الصورة، وفتحت لها الطريق لتنفيذ المؤامرة الكبرى التي تهدف لتقسيم الشرق إلى دويلات أصغر لصالح الصهيونية العالمية.
وأضاف الإمام الأكبر في تسجيل مصوَّر للتليفزيون الياباني، أنَّه لا حاجة للتذكير بأنَّ “داعش” وغيرها من التنظيمات الإرهابية خارجةٌ عن صحيح الإسلام، وهذا أصبح واضحًا لدى الجميع بما فيهم الغرب، ولذلك نرى معظم رؤساء العالم في الوقت الراهن يفرقون بين هذه الجماعات وبين الإسلام، ونحن كمسلمين وكمؤسسة دينية أكَّدنا –ولا زلنا نؤكِّد- أنَّ هذه الجماعات المتطرفة لا تمثِّل دِين الإسلام، دين المحبة والرحمة والتسامح، الذي يحرم إراقة دماء الناس أيًّا كانتْ معتقداتهم وألوانهم وأجناسهم.
وأكَّد فضيلته أنَّ الأزهر الشَّريف يشارك الشعب اليابانيَّ حالة الحزن التي عاشها بعد مقتل رهينتَيْه، ولكن يجب التذكير بأن الشعب الياباني ليس وحده مَن دفع ثمن الإرهاب، حيث إنَّ خسارة الشعب الياباني قليلة جدًّا إذا ما قُورنت بخسارة العالم العربي التي يدفعها بشكل يوميٍّ في معركة التصدي للإرهاب، وهو ما يستوجب تكاتف الشعوب جميعًا لمواجهة هذا الإرهاب العالمي الذي وصل لأوروبا، وأثبت أنَّ الإرهاب لا دين له ولا وطن له، وأنه عابر للقارات.
ولفت شيخ الأزهر إلى أنَّ هذه الجماعات المتطرفة ليس لديها فلسفة أصيلة تبرِّر بها تصرفاتها وسلوكها الشاذ، ولكنها تستغل الظروف الاستثنائية التي يعيشها بعض الشباب سواء في الشرق أو في الغرب، كما أنَّ بعض الأنظمة الغربية التي تمثل جزءًا من القهر العالمي كانت وراء انضمام بعض هؤلاء الشباب إلى هذا الجماعات، لِمَا وجدوه من تخاذل المجتمع الدولي تجاه القضية الفلسطينية، كما أنَّ هناك شبابًا غاضبًا على الحضارة الأوربية، ووجد في التَّديُّن بالإسلام الذي يدعو إلي المساوة شيئًا من المتنفس، لكنهم فهموا الإسلام فهماً خاطئاً.
وأضاف فضيلة الإمام الأكبر أنه لا يجب نسيان الأسباب الداخلية التي تمهد وتدفع دفعًا للالتحاق بمثل هذه الجماعات، وهي أسباب معقَّدة سواء كانت بسبب الفقر أو تهميش الشباب أو البطالة، فكلها أسباب مهمة تخلق البيئة أو الأرض الصالحة لمثل هذا النبات أو الثمر المُرّ.
وعن الحل المتوقع لإنهاء وجود هذه الجماعات قال شيخ الأزهر: إنه يجب على الأنظمة كلها سواء كانت عربية أو غير عربية أنْ تفسح المجال الكافي للشباب، بحيث يكون مستوعَبًا فكريًّا، مع ضرورة إيجاد فرص عمل مناسبة لهؤلاء لشباب، كما يجب أن تقوم الأنظمة بإقرار العدالة بين الشعوب، وأنْ تكفَّ الأنظمة الدولية عن العبث بمقدرات الشعوب، والتدخل في المصالح الداخلية للشعوب، وألا تُصَدِّرَ ثورات للشعوب ليست في حاجة إليها أو تصادر ثورات صنعتها الشعوب ثم تتدخل لتتجه بهذه الثورة يمينًا أو يسارًا عبر مثل هذه الجماعات الارهابية أو عبر تفتيت الدول أو الفوضى. كما يجب أنْ يشعر كلُّ فردٍ بأنه مسؤولٌ مسؤولية مباشرة عن التنمية الاقتصادية والتنمية التربوية والتنمية الفنية والصحية وغير ذلك.
وأرجع الإمام الأكبر استمرار تنظيم “داعش” وعدم القضاء عليه رغم ضربات التحالف الدولي – إلى عدم الجدية الدولية في مواجهة التنظيم؛ حيث إنَّ ما يفعله التحالف الدولي من طلعات جوية يومية ليس بالقدر الكافي، لذلك يجب أن يتحد الغرب مع الدول العربية، وأن يتم تنحية جميع الخلافات فورًا، وتأجيل المصالح الشخصية، والتفرغ لمحاربة هذا التنظيم، وما لم يتم ذلك فإنه يكون من الصعب جدًّا أن يتم مواجهة هذا التنظيم والقضاء عليه.
وأوضح شيخ الأزهر أن نصوص الإسلام من القرآن الكريم والسنة النبوية قاطعةٌ وباتَّةٌ في تحريم قتل الإنسان، وهي تحرِّم قتل أيِّ إنسان في جيش العدو إذا لم يحمل السلاح، فمثلاً حرَّم الإسلام قتل المرأة والطفل والرجل المُسن في جيش العدو، كما حرم قتل الحيوان في جيش العدو إلا إذا احتاج الجيش الإسلامي إلى الأكل، بل يُحرِّم قطع الأشجار في بلاد العدو أو قتل الأعمى والضعيف والراهب والمتعبد، وهذا يعني أن الإسلام لا يبيح قتل الانسان إلا إذا حُمِل السلاح في وجه المسلم، فإنه يتعين عليه الدفاع عن نفسه في هذه الحالة، ومن ثَمَّ فإن جميع جرائم “داعش” بعيدةٌ تماماً عن المفاهيم الصحيحة للإسلام، ومرفوضةٌ في أي نظام اجتماعي وقانوني وحضاري حديث، ولكن هناك مؤامرة لإظهار الدين الإسلامي بصورة الدِّين الوحشي والبربري، وهو ما يصبُّ في مصلحة الصهيونية العالمية التي تريد أن تقضى على كافة الأديان، وليس الإسلام فقط.
وأضاف شيخ الأزهر في حديثه أن الإسلام يُقرِّر في القرآن الكريم أنَّ (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيْعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيْعًا)، كما يقرِّر أنَّ القاتل مخلَّدٌ في النَّار، والأحاديث النبوية جاء فيها أنَّ امرأة دخلتِ النارَ في قِطَّة حبستْها، فلا هي أطعمتْها، ولا هي تركتْها تأكلُ من خَشَاشِ الأَرض؛ حتَّى ماتتْ جوعًا، فدخلت بسببها النار، كما جاء فيها أنَّ رجلًا كان “يَمْشِي بِطَرِيقٍ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ، فَوَجَدَ بِئْرًا، فَنَزَلَ فِيهَا، فَشَرِبَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنْ الْعَطَشِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنْ الْعَطَشِ مِثْل الَّذِي كَانَ بَلَغَ مِنِّي، فَنَزَلَ الْبِئْرَ، فَمَلَأَ خُفَّهُ مَاءً، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ، حَتَّى رَقِيَ، فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ” بذلك وأدخله الجنة، فالمسلم يمكن أن يدخل الجنة أو النار بسبب حيوان، فهل مثل هذا الدِّين الذي يرحم الحيوان يُعقل أنْ يُقال عنه: إنَّه يقتل الناس بكلِّ هذه البساطة؟!
وتأسّف فضيلته من انخداع بعض الشعوب بما يُصَوَّرُ لها مِن أنَّ الإسلام دِين وحشي، مؤكِّدًا أنَّ مَن يريد أنْ يفهم الإسلام عليه أنْ يقرأ القرآن الكريم وسيرة نبيه مُحمَّد – صلى الله عليه وسلم – بل عليه أن يقرأ تاريخ المسلمين على مدى 1400 عام، وسوف يتأكد أنَّه لا يوجد في حضارة المسلمين التي انتشرت شرقاً وغرباً مثل هذه الجماعات الهمجية.
وأوضح الإمام الأكبر أن الأزهر الشَّريف قد جدَّد مِن نشاطه بعد ظهور الحركات الإرهابية المسلحة، واتخذ أكثر من مسار لتحقيق ما يطمح إليه في هذا الموضع، حيث إنه أولاً: قام بإعادة النظر في المناهج التعلىمية وضمنها الكثير من المعلومات التي تتناول توضيحات لتلك الجماعات والرد عليها وتفنيد شبهاتها، وثانيًا: هناك قوافل من علماء الأزهر تجوب مصر بأكملها وتلتقي بالشباب في الأندية والمراكز الثقافية، حتى في المقاهي العامة؛ لتوضح للناس أن تلك الجماعات المتطرفة على خطأ، وأن الإسلام بريء من تصرفاتها، كما أن الأزهر الشَّريف يستقبل ما يزيد عن 35 ألف طالبٍ وطالبة من أكثر من 100 دولة حول العالم، ويحرص على توعيتهم وتثقيفهم ليعودوا بعد انتهاء دراستهم إلى أوطانهم محصنين بهدي الإسلام وتعاليمه السمحة ضد الأفكار المتطرفة والمتشددة، وثالثًا: لدينا برامج لتدريب الأئمة حول العالم في دول عديدة؛ منها: بريطانيا وفرنسا وألمانيا وأفغانستان والعراق وبعض البلدان الأفريقية والآسيوية حتى اليابان وغيرها، حيث يستقبل الأزهر الأئمة ويتم تدريبهم وتوعيتهم من خطورة الفكر الضال والمنحرف، ورابعًا: لدى الأزهر الشَّريف رابطة عالمية من خريجي جامعة الأزهر وهي على اتصال دائم بهم في كل بلدان العالم للتنسيق معهم من أجل التحرر من هذا الفكر المتطرف والقضاء عليه تماماً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *