استقبل اليوم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمقر مكتبه في مشيخة الأزهر الشريف، وفدًا أمريكيًّا من المتخصصين في شؤون الأمن القومي والإعلام برئاسة كيتي مكفرلاند، كبير مذيعي قناة “فوكس” الأمريكية، حيث أعرب الوفد الأمريكي عن سعادته بوجوده في رحاب الأزهر الشريف.
وأشاد الوفد بالدور الكبير الذي يقوم به الأزهر وشيخه الأكبر في مواجهة الفكر المتطرف والمتشدد، كما أشاد بكلمة الإمام الأكبر في مؤتمر “مكافحة الإرهاب” الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة.
وأكد الوفد أن هدفه الأساس من لقاء الإمام الأكبر هو الاستماع لرؤية الأزهر حول الطريقة المثلى لمواجهة الإرهاب، والمجهودات التي يبذلها في مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تقتل وتحرق، مشدِّدا على أن جميع الأفكار التي طرحها الإمام الأكبر هي محل اهتمام وتقدير، وستصل بكل أمانة للكونجرس والشعب الأمريكي.
من جانبه، رحب فضيلة الإمام الأكبر بالوفد الأمريكي في رحاب الأزهر الشريف، مؤكِّدًا أن الأزهر الشريف يعمل بكافة مؤسساته وهيئاته على تصحيح الأفكار المغلوطة والمفاهيم الملتبسة على جميع الأصعدة، فعلى الصعيد المصري يقوم بيت العائلة بترسيخ ثقافة الحوار وإشاعة روح المودة والمواطنة بين أبناء الأمة المصرية، ويتصدى لثقافة التوتر واستغلال الدين في إشعال الفتن بين أبناء الوطن الواحد.
وعلى الصعيد الدولي قال ” الطيب ” : إن الأزهر قام في مطلع ديسمير من العام المنصرم بعقد مؤتمر عالمي دُعي إليه المسلمون من أنحاء العالم ورؤساء الكنائس الشرقية ومعظم الطوائف الأخرى لإعلان أن الجماعات الإرهابية التي ترفع السلاح وتقتل وتحرق باسم الإسلام لا تعبر عن ديننا ولا تمت إليه بصلة، وأن المسلمين وغير المسلمين مواطنون متساوون على أرض الشرق في الحقوق والواجبات.
وأوضح الإمام الأكبر أن الأزهر الشريف مؤسسة تعليمية دعوية تُعنى بنشر سماحة الإسلام عن طريق قوافله التي تجوب كافة ربوع مصر لتحصين الشباب والنشء من الفكر الضال والمنحرف، وعن طريق بعثاته الأزهرية التي تنتشر في أكثر من دولة،كما أن الأزهر الشريف الآن بصدد إنشاء مركز رصد باللغات الأجنبية لمتابعة جميع الرسائل التي تصدرها جميع التنظيمات المتطرفة في أي مكان بهدف استقطاب الشباب المسلم، وسيقوم المركز بدوره في تفنيدها والرد عليها ردًّا علميًّا شرعِيًّا، وذلك حرصا على حماية الشباب المسلم من خطر تمدد هذه التنظيمات الإرهابية.
وشدَّد شيخ الأزهر على أن الإرهاب لا توقفه كلمات الأزهر وحدها، وإنما لابد من تجفيف منابعه ووقف إمداده بالسلاح، ووقوف المجتمع الدولي بكل جدية وحزم في وجه هذا الإرهاب الوحشي؛ الذي تضرر منه العرب والمسلمون دون غيرهم، وهذه مأساة بكل المقاييس تستحق أن تلفت أنظار العالم وخاصة أمريكا إلى مواجهة هذا الخطر الذي لن يستثني أحدًا، وليعلم الجميع أنَّ من يتعاون مع الإرهاب سيطاله يومًا ما.