بدأ الإعلام الأمريكي يتحول تدريجيا في تناول كٌتّاب الرأي الأمريكيين للعلاقات المصرية الأمريكية وذلك علي خلفية المناقشات التي شهدها الكونجرس الأمريكي حول الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لمصر، حيث عكست تلك المناقشات تحولا في رؤية أعضاء الكونجرس لدور مصر الإقليمي كشريك للولايات المتحدة وكقوة دافعة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وهو ما أبرزته الكاتبة الأمريكية جوليان بيكيت في مقال نشرته علي موقع المونيتور أشارت فيه إلي عدم إبداء أعضاء الكونجرس أي اعتراض علي حزمة المساعدات العسكرية المقدمة لمصر والتي تقدر بنحو 1.3 مليار دولار، وذلك علي عكس ما كان يحدث منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، حيث أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمام الكونجرس أن مصر تلعب دورًا كبيرًا في محاربة الإرهاب في سيناء، كما أنها فاعل أساسي في عملية السلام في الشرق الأوسط.
وحث أعضاء الكونجرس كيري علي الإسراع بتقديم المساعدات اللازمة لمصر، وذلك علي خلفية انتقادات وجهها أعضاء من الكونجرس للإدارة الأمريكية مثل النائبة الجمهورية كاي جرانجر وذلك لقيام الإدارة بحجب معدات لازمة يحتاجها الجيش المصري لمحاربة الإرهاب، وهو ذات الأمر الذي عبرت عنه النائبة لويز فرانكل في جلسة استماع أخري متسائلة عن أسباب عدم تقديم الإدارة مزيد من الدعم المالي لمصر، وهو ما يعكس الدور الحيوي والنشط في التواصل مع أعضاء الكونجرس وإبراز الحقائق علي الأرض.
ومما يدل علي التحول الذي حدث في الإعلام الأمريكي في نظرته للأوضاع في مصر جرت لقاءات مع عدة قنوات أمريكية مثل سي ان ان وفوكس نيوز والتي أبرزت مصر في تغطيتها كحصن لمحاربة الإرهاب والتطرف في المنطقة، وذلك لدورها القيادي في تنسيق الجهود الإقليمية لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي في مبادرة الرئيس السيسي بتشكيل قوة عربية موحدة لمحاربة الإرهاب.
و نشر الكاتب الأمريكي المرموق ديفيد اجناشيوس في جريدة الواشنطن بوست التي طالما اتخذت خطا ينتقد الحكومة المصرية مقالا يطالب فيه الولايات المتحدة بدعم مصر.
واجناشيوس هو أحد الداعمين للدور الذي تلعبه مصر في الحرب علي الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، حيث أكد في مقاله أن الارتباط مع مصر هو القرار الصائب من جانب الإدارة الأمريكية، وذلك بسبب الحملة العسكرية التي قامت بها مصر ضد تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا، وكذلك دور مصر في الجانب الأيديولوجي من المعركة الجارية ضد قوي الإرهاب والتطرف، ولم يكتف اجناشيوس بالمطالبة بدعم مصر عسكريا فقط وإنما طالب بدعمها اقتصاديا أيضا، مؤكدا أن الابتعاد عن مصر أمر لا تستطيع الولايات المتحدة أن تتحمل تكلفته، خاصة أن مصر أصبحت أكثر أهمية من ذي قبل لدورها في تحقيق استقرار المنطقة.
واستشهد اجناشيوس بتصريح مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق ستيفن هادلي بأن حدوث فوضي في مصر لن يزيد الوضع في المنطقة إلا تعقيدا. كما اعتبر اجناشيوس أن وجود جيش قوي ومدرب في مصر هو أفضل ركيزة لاستقرار المنطقة.