أخبار عاجلة

محمد يوسف العزيزي يكتب… “الإذاعة المصرية في خطر..!!”

عمار يا مصر 
ليس من قبيل التهويل وإثارة فرقعة إعلامية .. بالفعل الإذاعة المصرية في خطر بعد كل هذا التراجع الذي أصابها منذ يناير 2011 وحتى الآن.. بالتدريج وبشكل ممنهج قام المسئولون عن رئاسة الإذاعة بتسهيل التخلي عن كل ما كان يميز الإذاعة في التغطية السريعة والحية لكل الأحداث التي كانت تجري في طول البلاد وعرضها .. كانت الإذاعة ضيفا خفيفا وعزيزا علي أذن المستمع في مصر وخارجها .. حتى أنها كانت ترمم ما يفسده الحكام في علاقات الشعوب .
الإذاعة المصرية الرائدة في الوطن العربي تفقد بريقها شيئا فشيئا .. تحولت كثير من شبكاتها إلي مسخ مشوه.. غابت عنها علامات وإشارات كانت منارات هادية.. ضاع سمت شبكة الشرق الأوسط بعد أن قام رئيس من رؤسائها السابقين بطمس معالمها فلا أصبحت الشبكة الساحرة الخفيفة السريعة المميزة ، ولا أصبحت الشبكة الجادة التي تقدم أحسن مما كانت تقدمه من قبل ، اختفت البسمة التي كانت تقدمها القديرة إيناس جوهر والقديرة انتصار شلبي واختفت البرامج التي صنعت شهرة الشرق الأوسط عن عمد وبسوء نية لتصفية حسابات ولإفساح المجال للشبكات الإذاعية الخاصة .
اختفت برامج كانت علي شبكة البرنامج العام علامة وقيمة تجمع الأسرة وتشيع حالة من التواصل بين أفرادها .. عائلة مرزوق .. كلمتين وبس .. وكلاهما صالح لبثه في كل وقت وحين ، اختفت الصور الغنائية .. عواد باع أرضه .. معروف الإسكافي .. الدندرمة .. وغيرها من البرامج الناجحة والدراما الهادفة .. كنوز الإذاعة ضيعها القائمون علي شئون الإذاعة !! ومن أسف لم يستطيعوا تقديم أحسن منها أو مثلها !!
منذ ذلك الحين بدأت الإذاعة تخرج من المنافسة بعد أن تولي شأنها ربع مبدع ونصف مدير وموظف لا يري في الوظيفة غير اسمها ولا يري في السلطة غير إبعاد الكفاءات ومجازاة المبدعين وإخفاء كنوز الإذاعة ولا يسعى إلا للحصول علي كل المكاسب وإرضاء أصحاب النفوذ ! 
الإذاعة المصرية وكل شبكاتها بها من الكفاءات والقدرات التي تجعلها تعود من جديد للمنافسة واختطاف الأذن قبل العين.. وأعرف منهم الكثير من المذيعين والمخرجين تعاملت معهم ووجدت فيهم إمكانيات هائلة.. هم الآن يحتاجون لإثبات أنفسهم من خلال عمل قيادي يبرز مهاراتهم المتعددة وجرأتهم في التناول الموضوعي.. يحتاجون فرصة يتحملون فيها المسئولية بكل تفاصيلها !! 
رئيس الإذاعة الحالي السيدة ( نجوان ) التي تفرغت لتصفية الحسابات وإبعاد الكفاءات ودفعت بالإذاعة إلي الوراء بدلا من التقدم للأمام ما زالت تصر علي إدارة الإذاعة بمنطق موظف الأرشيف ( تستيف أوراق ) وأعتقد أنه آن الأوان لتصعيد الصفوف الثانية والثالثة لتولي مناصب القيادة علي مستوي رئيس الإذاعة مثل المذيعة المثقفة والنشطة نادية مبروك رئيس شبكة الشباب والرياضة الحالية ، ومثل المذيعة الجادة ميرفت خيرالله نائب رئيس شبكة البرنامج العام لتولي مسئولية الشبكة الأم في الإذاعة وغيرهما من القيادات الشابة .
الإذاعة هي من قدمت معظم وجوه الشاشة في التليفزيون وهي التي أثرت العمل الإعلامي بوجه عام، لذلك أعود وأكرر الإذاعة المصرية في خطر وتخرج من المنافسة بفعل فاعل.. الراديو هو الوسيلة الأقرب من أي وسيلة إعلامية أخري في أي مكان وفي أي زمان في الشارع في السيارة علي المقهى في الأوتوبيس .. الإذاعة هي مطبخ الوعي الأول .. وهي الكتاب الذي نقرأ منه دون تكلفة أو جهد .. أدركوا الإذاعة قبل أن يهيل عليها الجهلاء أكوام الركام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *