وجه عدد من المثقفين الأوروبيين من بينهم رئيس جمهورية سابق ورئيس وزراء وعدد من الوزراء موجة جديدة من الانتقادات فيما يتعلق بالحقوق والحريات في السنوات الأخيرة في تركيا في ظل حكم الرئيس رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية من خلال مقال صحفي مشترك.
ومن أبرز ما جاء في المقال المنشور على موقع ” www.project-syndicate.org” والذي أنشرته صحيفة” تودايز زمان” التركية الصادرة باللغة الإنجليزية نقلا عن الموقع، بعنوان: “إعادة ضبط العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا” : “تآكلت حرية التعبير والفصل بين السلطات، وسيادة القانون بشكل تدريجي تحت حكم أردوغان”.
شارك في كتابة المقال الرئيس السابق لفنلندا الحاصل على جائزة نوبل للسلام مارتي أهتيسآري، ورئيس الوزراء الفرنسي السابق ميشل روكار، والوزراء السابقون الإيطالي إمّا بينينو، والإسباني مارسيلينو أوريجا أجيري، والهولندي هانز فان دين بوريك، بالإضافة إلى الأمين العام لوزارة الخارجية النمساوية ألبرت روهان، ورئيس قمة الأمن بميونيخ وولف جانج إيشينجير، ونائب رئيس معهد الأعمال الدولي بروما ناتالي توتشي.
سلط المقال الضوء على التراجع الملحوظ الذي تشهده تركيا مؤخرا فيما يتعلق بالديمقراطية والحريات، والتباطوء الذي ضرب الاقتصاد مؤخرا.
وأشار المقال إلى السنوات الست الأخيرة من حكم حزب العدالة والتنمية قائلا: “لم تعد تركيا النجم الإقليمي الصاعد كما كانت خلال النصف الأول من السنوات الاثنتي عشرة التي أمضاها الرئيس رجب طيب أردوغان في منصبه كرئيس للوزراء”. أما عن السنوات الست الثانية في حكم حزب العدالة والتنمية: ” فقد ولَّت الأيام التي كانت فيها البلاد مزدهرة اقتصاديا وتتقدم نحو الديمقراطية الحقيقية، ومصدر إلهام لكثيرين في المنطقة”.
وسرد المقال المشكلات التي تواجه تركيا في الفترة الأخيرة قائلا: “واليوم، تواجه تركيا تحديات لا حصر لها: الاستبدادية المتنامية، النمو المتواضع، وعملية السلام الكردية المتعثرة”.
وتطرق المقال إلى الأزمة السورية واستضافة تركيا للاجئين والتبعية المتزايدة يوما بعد يوم لروسيا في مجالات الطاقة، مؤكدا أن تركيا لا تستطيع أن تواجه تلك التحديات منفردة.
وتابع المقال: “ولم يحدث من قبل قط أن كان الاتحاد الأوروبي وتركيا أشد احتياجاً إلى بعضهما البعض من حالهما الآن، ورغم هذا فإن المسافة بينهما نادراً ما كانت بعيدة كما هي اليوم”، مشيرا إلى التناقضات في السياسات بين أنقرة وبروكسل.
وعلَّق المقال على عمليات المداهمة التي تعرضت لها قنوات سمان يولو وصحيفة زمان التركية التي تمت في 14 ديسمبر 2014، قائلا: ” ومع نهاية العام الماضي بلغت العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا مستويات متدنية غير مسبوقة، عندما زادت تركيا من ضغوطها على وسائل الإعلام القريبة من المفكر الإسلامي فتح الله كولن الذي يعيش في منفى اختياري بالولايات المتحدة. وقد أثار هذا التضييق انتقادات شديدة من قِبَل الاتحاد الأوروبي، رفضها أردوغان بغضب شديد”.