يعد طب الروائح “أروماثيرابى” شكلاً من أشكال الطب البديل المستخدمة منذ القدم. ويعتمد هذا الطب على الزيوت العطرية لعلاج الجسد والروح على حد سواء.
وتقوم استعمالات طب الروائح فى الغالب على تراكم المعارف والخبرات، وليس على الدراسات العلمية.
قالت إليانه تسيمرمان، مُؤسِسة معهد AIDA لطب الروائح بجمهورية أيرلندا، إنه يتم استنشاق الزيوت العطرية ببخار الماء أو يتم تدليك البشرة بها أو استعمالها كإضافات للاستحمام أو استخدامها فى صورة كبسولات وأقماع.
وأضافت تسيمرمان أنه يتم استخدام الزيوت العطرية لمحاربة الالتهابات أو العدوى مثلاً، بالإضافة إلى نزلات البرد ومشاكل الجهاز الهضمى وفقدان الشهية والآلام وارتفاع ضغط الدم، فضلاً عن بعض الجوانب النفسية، مثل اضطرابات النوم والاضطرابات المزاجية والاكتئاب وبعض الأمراض، مثل الخرف.
وأكدت تسيمرمان أنه لا يمكن أن ينكر أى طبيب مدى إسهام زيت الكافور والزعتر فى علاج أمراض الجهاز التنفسى، موضحةً أن زيت شجرة اللبان أو اللافندر أو شجرة الشاى يساعد فى علاج التهابات وجروح البشرة.
أما زيت زهر أشجار الإيلنج العطرى الحلو، فيسهم فى تنظيم ضغط الدم. كما يعد زيت اللافندر سلاحاً فتاكاً لمحاربة اضطرابات النوم.
وأشار الطبيب راينر شتانغه، رئيس قسم الطب الطبيعى بمستشفى إيمانويل بالعاصمة الألمانية برلين، إلى أن الزيوت العطرية تتمتع بتأثير مضاد للميكروبات، ما يجعلها سلاحاً فتاكاً لقتل مسببات الأمراض، مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات.
وأكد شتانغه أن هذا التأثير الإيجابى للزيوت العطرية تم بحثه جيداً فيما يتعلق بأمراض الجهاز التنفسى حيث إنها تسهم فى الحد من استخدام المضادات الحيوية.
وأضاف الطبيب الألمانى شتانغه أن طب الروائح يُستخدم كعلاج إضافى لمرضى السرطان أو للحد من حالات التوتر والتهيج المتزايد لدى مرضى الخرف. ومن جهته، قال البروفيسور هانز هات، أستاذ فيزيولوجيا الخلية بجامعة بوخوم الألمانية، إن الزيوت العطرية هى مزيج طبيعى لأكثر من 500 مادة نباتية مختلفة.
أوضح هات أن خلايا الشم بالأنف تقوم بإرسال إشارات إلى الدماغ بمجرد استنشاق الزيوت العطرية، ما يؤثر إيجابياً على الحالة المزاجية والمشاعر، وبالتالى يستحضر المخ الذكريات السعيدة ويبتعد عن المشاعر السلبية، مثل الخوف والقلق. كما أنه بفضل الخصائص الكيميائية للزيوت العطرية، فإن فعاليتها تظهر دون دعم حاسة الشم.
وعن فعالية الزيوت النباتية، أوضحت تسيمرمان أن مفعولها يظهر بشكل بطىء، ولكنه يدوم طويلاً، بالإضافة إلى أن آثارها الجانبية أقل من العقاقير الطبية.
وللاستفادة الحقيقية من مزايا طب الروائح، شدد البروفيسور الألمانى هات على ضرورة استعمال الجرعة الصحيحة والزيوت ذات الجودة العالية والابتعاد عن الزيوت رخيصة الثمن؛ حيث إن تلك الزيوت الاصطناعية المقلدة يمكن أن يكون لها نفس الرائحة، ولكنها غالباً ما تحتوى على مواد مختلفة تمامًا وغير فعالة.