ماشهدته مدينة شرم الشيخ خلال شهر مارس الماضي وكما يقال “نمسك الخشب” من زخم في المؤتمرات ، حيث شهدت قمتين متتاليتين لم يفصلهما سوي أيام قليلة القمة الإقتصادية للدول الصديقة والداعمة لمصر بعنوان ” مصر المستقبل ” تلاها القمة العربية وما شهدته اعيننا جميعا عبر شاشات التلفاز بنوعيه الخاص والعام من تأمين للوفود وتنظيم جيد وحسن إستقبال والضيافة التي شهد بها ضيوف مصر الكرام جعلني أقف عند مقاله تناولتها صحيفة المونيتور الأمريكية ورصدها لكلمة السر في نجاح المؤتمرات بشرم الشيخ إلي دعم ومساندة بدو جنوب سيناء قائلة إن بدو جنوب سيناء كلمة السر فى نجاح المؤتمر الإقتصادى فى شرم الشيخ، مشيرة إلى أن حقيقة نجاح المؤتمر أمنيا، جاء معاكسا لكل توقعات احتمال حدوث عمليات إرهابية، لإفشال محاولة مشاركة نحو 90 دولة عربية وأجنبية، فى دعم الاقتصاد المصرى المتعثر. وتقول الصحيفة أن حكومة الرئيس السيسى استطاعت بذلك أن تنتزع ورقة أمل رابحة من خلال استمرار تخطيه تهديدات العرقلة الواضحة من خصومها، سواء كانت جماعة الإخوان المسلمين، التى راحت تدعى بشكل واضح وصريح إلى ضرورة إفشال المؤتمر، أو تهديدات جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية، التى تستهدف كل ما تراه يزعزع استقرار الحكم المعادى لتوسعاتها الدينية.
أن نجاح المؤتمرين دون حدوث أى عراقيل أمنية أو عمليات إرهابية بهذا الشكل يٌعد ورقة رابحة لدعم السيسى عالميا ويؤكد إن اختيار السيسى عقد المؤتمرين فى شرم الشيخ، وهى إحدى مدن شبه جزيرة سيناء، التى تشهد هجمات إرهابية عنيفة من أقوى التنظيمات الإرهابية عالميا، كان اختيارا مقصودا وذكيا ليقول للعالم إنه يستطيع القضاء على الإرهاب، رغم كل التهديدات ، أن العالم يدرك خطورة انتشار الإرهاب فى مصر، وخصوصا فى سيناء، التى تعد محورا استراتيجيا مهما.
وهنا أوكد علي أن نجاح شرم الشيخ وإستمرار نجاحها كمركز عالمي للمؤتمرات والمعارض ننافس بها كبري الدول والمدن العالمية القائمة علي صناعة المؤتمرات والمعارض ،وهو ما يهدف ويصبو إليه وطالب بهالرئيس عبد الفتاح السيسي القائمين علي المحافظة علنا علي مرأي ومسمع للجميع بانه يريد عودة شرم الشيخ لمكانتها الدولية الطبيعية بلدا سياحيا من الطراز الفريد وتحويلها مركزا للمؤتمرات الدولية والمعارض ، وذلك تأكيدا علي الإرادة المصرية الحقيقية لبدو جنوب سيناء الذين رفعوا شعار “أنا وأبن عمي علي الأرهاب الاسود الذي كاد يأكل كل شئ ” فالأمن وحدة لايكفي لمواجهتهم وهذا ليس تقليلا من شأن المجهود الجبار الذي قامت به أجهزة الأمن بجنوب سيناء خلال الفترة الماضية وشهد بها الجميع ولكن لأن المتابع للخريطة الجغرافية للمنطقة يتأكد إنه “من عاشر المستحيلات أن يسيطر الأمن على الأودية والطرق الصحراوية بين الجبال والكثبان الرملية الوعرة الواصلة بين شمال سيناء وجنوبها، ولا يمكن مراقبتها حتى بالطائرات، ولكن نجاح الأمن في الإعتماد على القبائل البدوية فى الجنوب،كشركاء في تأمين المؤتمرين يحسب لكلا الطرفين الأمن لنجاحة وعودة سيطرته علي المنطقة وعودة لغة الحوار والتفاهم والتعاون مع أهل بدو جنوب سيناء وكذا يحسب للإرادة والعزيمة لبدو جنوب سيناء علي ضرورة عودة السياحة إلى أرض السلام فى سيناء ،فكانت مهمتهم حماية الطرق والأودية الصحراوية من دخول أى مسلحين. كما كانت متوقفة عند الرصد وإبلاغ الأمن فورا. أما القوات الأمنية فكانت تحمى من الداخل، وكانت هناك غرفة عمليات مشتركة تضم كل الجهات الأمنية، من شرطة وأمن وطنى وقوات خاصة وجيش، إضافة إلى القوات الجوية. وكانت مهمتهم التواصل مع الغرفة فى حال رصد أى خطر أو تحرك لعناصر غريبة ، وأصبح بدو جنوب سيناء علي قناعة تامة بضرورة رفض كل العنف، الذى دمر مستقبلهم وأكل عيشهم وأرزاقهم، فدخل بدو جنوب سيناء واقتصادهم مبنى على السياحة.
أنتظروا الخير من أرض السلام …أرض شرم الشيخ حفظ الله مصر وحفظ شعبها .