Breaking News

محمد يوسف العزيزي يكتب… “المستريح”.. يموت المعلم ولا يتعلم !!

عمار يا مصر
ملايين الجنيهات حصل عليها ( المستريح ) من الناس.. معظمهم من الصعيد الفقير الغلبان الذي ينزح عدد كبير منه إلي العاصمة بحثا عن لقمة العيش في برد الشتاء وقيظ الصيف .. مش غريبة شوية !! 
( المستريح ) لم يخترع العجلة من جديد.. وقرر نقل التجربة القديمة لأساطين توظيف الأموال في الزمن الأغبر.. سار علي نهج أسلافه الذين جمعوا الأموال الطائلة ثم فص ملح وداب ، استخدم نفس الوسائل والأساليب في شركات توظيف الأموال ونصب باسم شركات وهمية عملاقة سوف تفتح أبواب الرزق الوفير والفوائد الخيالية ، وتحدث عن نشاط المحمول وكروت الشحن .. المحمول خرب بيوتنا وضيع عقولنا .. 
المستريح لم يجهد نفسه في البحث عن وسيلة جديدة يوقع بها ضحاياه.. الوسيلة حاجة ببلاش كده لكنها تسيل لعاب المضحوك عليهم .. حتى تتحول إلي ( ريالة ) منهمرة .. البعض من المضحوك عليهم يكبر داخلهم الطمع.. حيث يكون النصاب يكون الطماع جاهزا بلا أي مجهود !! الطماع يقرر – بمزاجه – زيادة رأس ماله فلا يأخذ الفوائد ويتركها للنصاب .. خلي الفلوس تكتر.. لا أحب أن أسميهم ضحايا، فهم ضحايا أنفسهم وطمعهم.. الفوائد كبيرة وسريعة ومغرية.. خلاص كده .. سقطت الضحية .. سنوا السكين فليس هناك غير الذبح !!
المضحوك عليهم يسلمون بعضهم بعضا للنصاب، والنصاب يقول: هل من مزيد، المضحوك عليهم يتسابقون لفعل الخيرات فيذهبون إلي الأهل والأقارب والأصدقاء يدفعون بهم إلي الدائرة الجهنمية.. الراجل مضمون وزى الجنيه الذهب وبيدفع بانتظام وبزيادة والفلوس مضمونة في مشروعات ولا مشروعات قناة السويس !! بلا بنوك بلا دياولوا .. وقوف في طوابير وهات البطاقة وخد البطاقة ويمكن الدولة تفلس وتاخد الفلوس بتاعتنا وساعتها نعمل إيه مع الحكومة .. هي الحداية بترمي كتاكيت !! النصاب حاز الثقة وحاز الفلوس وتحويشة العمر !
النصاب ما زال يدفع للمضحوك عليهم بسخاء .. النصاب يعرف الرقم الذي يريد الوصول إليه .. وعلي رأي المثل ( إن عشقت اعشق قمر ، وإن سرقت اسرق جمل ) النصاب يعرف متي يتوقف عن الدفع ومتي يختفي .. النصاب يتوقف عن الدفع عندما لا يجد مضحوك عليهم جدد .. فهو يدفع للسابقين منهم من أموال اللاحقين عليهم !
المشكلة أن المعلم يموت ولا يتعلم.. سيناريو يتكرر بنفس الطريقة والأسلوب زى الاسطوانة المشروخة، وبدون تفكير في غير الطمع والمكسب السريع يسقط المضحوك عليهم وربما يسقطون وهم يتابعون أخبار قضايا مماثلة علي صفحات حوادث الصحف وعلي شاشات التليفزيون .. المضحوك عليهم والطماعون يذهبون طوعا إلي النصاب لإرضاء طمعهم الزائد الذي لا يتوقف ، وعندما تقع الواقعة يطلبون من الدولة وأجهزة البحث رد أموالهم إليهم والقبض علي النصاب ثم نعيش حالات مأساوية تتحول علي الشاشات إلي تراجيديا سوداء علي من مات بالسكتة القلبية ومن أصابه الشلل ومن طار عقله ونعيش دراما النصاب والطماع لبعض الوقت حني يظهر نصاب جديد ومضحوك عليهم جدد !
أنا لا أتعاطف مع هؤلاء المضحوك عليهم ولو كان منهم ذوي قربي ، ولا أحب أن أطلق عليهم ضحايا لأنهم يستحقون ذلك ، وكل ما أرجوه أن نتعلم من الدرس الذي يتكرر .. أجهزة البحث ألقت القبض علي المستريح النصاب وجاري التحقيق معه ومصير الفلوس يعلمها الله .. قبل أن تنتهي محاكمته سنتابع قصة نصاب جديد .. يمكن التكرار في يوم من الأيام يعلم ….!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *