Breaking News

نادر بكار يكتب… “متى ينضج السياسيون.. ؟!!”

السؤال للسياسيين المصريين طبعا قبل غيرهم، وللحزبيين منهم قبل المستقلين، وللقادة منهم قبل الأعضاء العاملين.. متى يسمع المصريون منكم أو عنكم حوارا عاقلا هادئا لا تراشق فيه بالبذاءات ولا تشنج فيه بالعصبيات ولا اتهام فيه للآخر لمجرد أنه الآخر.. متى يرون منكم أو يسمعون عنكم اتفاقا حول المبادئ الإنسانية العامة أو مشاركة لأولوياتهم الحياتية اليومية.. باختصار متى ترتفعون إلى مستوى المسؤولية؟
ورغم أن وصف (السياسى) لا ينطبق ولا حتى فى تفصيلة صغيرة على كثيرٍ من المشتغلين بالسياسة فى مصر لكن من باب التجوز واختصار وقت الجدال سنصطلح على مسمى (السياسيين المصريين).. معارك كلامية لا تنتهى يبدأها هؤلاء السياسيون المصريون كلما جمعهم اجتماع أو استضافهم برنامج حوارى تلفزيونى، وإن لم يجدوا فرصة سانحة كن على ثقة أن بإمكانهم افتعال هذه الفرصة لاستكمال (شبقٍ) للعراك لا يرتوى!
أكثرهم ــ بلا مبالغةــ يترأس حزبا بالكاد يُعد أعضاؤه على أصابع اليدين، ويحسب من يسمع ضجيج معاركه الإعلامية أن بإمكانه اليوم قبل غدٍ تشكيل حكومة حرب على أقل تقدير! لست أحجر على حق أحد فى تكوين حزب سياسى ولو كان وهميا ، إنما أتحدث عن أوزان نسبية يؤدى غموضها إلى حالة الفوضى السياسية التى لا تغادرنا!
بعض هؤلاء ربما استدرجه محاور تليفزيونى مبتدئ ليستخرج منه على الهواء عيبا وتجريحا وتهوينا من شأن الحياة الحزبية برمتها ــ تلك التى ينتمى هو إليها ــ ولا يجد أى غضاضة من هذا التناقض المذهل الذى يجسده!
وبعضهم لا يبنى مواقفه السياسية إلا على ما سيكتب عنه فى (مانشيتات) الصحف وما سيجعله مادة لحديث (التوك شو) الليلى بغض النظر عن معقولية طرحه أو موضوعية حديثه.
(السياسة) هى فن لقيادة الناس وتوجيههم لتحقيق غاية ما، أيا كانت الغاية بغض النظر عن دعوى أصحابها.. لكن السؤال متى يقود هؤلاء الناس إذا كانوا غير قادرين على إدارة اجتماع ٍواحد؟ متى يقودون الناس وهم يفتقدون القدرة على قيادة أنفسهم؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *