أخبار عاجلة

محمد يوسف العزيزي يكتب… ” الحرق.. والخلع.. وعلاج التخان..!!”

عمار يا مصر 
بين حرق الكتاب وخلع الحجاب.. وزير ثقافة مصر عنده مشكلة مع ( التخان ) .. مشاهد ثلاث تزامنت في الطفو علي سطح ماء المجتمع الجاري ، أو الذي نريد له أن يجري بعد طول توقف قسري .. كل مشهد من المشاهد كان – للأسف – يديره عقل ولا تديره رؤية ، فالعقول في الرؤوس كثيرة لكن الرؤية شحيحة وقد تكون نادرة !
– المشهد الأول مرتبط عقلا بالاستجابة الخطأ لدعوة تصحيح الخطاب الديني وتنقية ما في كتب التراث من تشدد يستقوي به الإرهاب ويحتج به في وجه من يعارضه .. قامت الدكتورة بثينة كشك مديرة مديرية التعليم بالجيزة وبعض القيادات التعليمية بانتقاء عشوائي لبعض الكتب من مكتبة مدرسة فضل الحديثة ( مدرسة تابعة للجماعة ) وكانت قد هيأت مسرح عمليات الجريمة وفي حوش المدرسة وضعت عددا من الكتب وأشعلت فيها النيران وهي تحمل العلم المصري وتصورها الكاميرات والموبايلات أمام الطلبة !! هكذا أدت مدير المديرية المسئولة واجبها في مواجهة التطرف والفكر المتشدد ، وقدمت الدليل علي أنها تؤدي واجبها علي أكمل وجه .. السيدة المديرة تصرفت بطريقة القطيع حيث لا منطق ولا رؤية، ومع ذلك دافع عنها الوزير وقال أن نيتها سليمة ولم يكن بقصدها شيء من عملية حرق الكتب.. وزير التعليم وقيادات الوزارة تواجه الفكر المتطرف بالنية السليمة.. أسلوب من خارج الصندوق .. هو ده الكلام !! 
صحيح تم تحويل الأمر برمته إلي جهات التحقيق.. لكن أثر عملية الحرق وغياب الرؤية عند من يقومون علي تعليم وتربية الأجيال الجديدة لن يزول بعقاب إداري، وستبقي الصورة شاهدة علي أزمة قيادات العمل في الوطن.
– المشهد الثاني مرتبط عقلا بالدعوة إلي الحرية لكنه يفتقد ‘لي الرؤية.. دخل الشوباشي إلي دائرة الضوء ليضع المجتمع فوق صفيح ساخن نحن أحوج ما نكون إلي تبريده في هذا الوقت العصيب ليدعو إلي خلع الحجاب في مظاهرة حاشدة في ميدان التحرير .. الشوباشي وهو يدعو إلي الحرية يمارس الوصاية والتسلط مستخدما نفس القيمة التي يدعو إليها فيبدو متناقضا فيما يقول ويدعو .. ويبدو أن الباحثين عن الشهرة أو الولوج إلي دوائر الأضواء لا يجدون طريقا غير الخوض في قضايا الجنس والدين والدجل والشعوذة التي تستحوذ علي عقول قطاع كبير من المشاهدين ، ولأول مرة أعرف أن خلع الحجاب يحتاج مظاهرة حاشدة وفي ميدان التحرير بالذات ! ولأول مرة أعرف أن قرار خلع الحجاب يحتاج إذن أو موافقة من السلطة حتى نحشد لها النساء في الميدان .. الذي أعرفه أن ارتداء الحجاب أو خلعه قضية شخصية وقناعة عقدية ولا يملك رئيس أو سلطة أو غاوي شهرة أن يجبر فتاة أو سيدة علي ارتداء الحجاب أو خلعه ، لذلك فإن المشهد لا يخلو من علامات الاستفهام والتعجب ، وأن هذه الدعوة ستنتهي إلي لا شيء ، ولكن ما وراءها سيظل شاهدا علي أزمة نخبة ترقص علي أنغام موسيقي الفتنة ! 
– المشهد الثالث وزير ثقافة مصر عنده مشكلة مع التخان في وزارته .. والحقيقة أنني لم اكن أعرف أن وزير الثقافة دمه خفيف إلي هذا الحد إلا عندما قال إنه كان بيهزر وبيرطب اللقاء .. وزير الثقافة صرف ذهنه وعقله إلي ضرورة أن تمارس أمينة المتحف الرياضة علي السلم صعودا وهبوطا حني تنقص وزنها ، وبدلا من الاستماع إلي مشاكل المتحف ورؤية العاملين فيه ، وبدلا من تحديد رؤية ثقافية تنجو بالوطن من كمين التراجع والتخلف .. خلق أزمة لا حاجة للوطن فيها 
المشاهد الثلاثة تبعث علي القلق والخوف علي مستقبل الوطن ، وهي عينة من مشاهد كثيرة تمرق أمامنا ولا نتوقف عندها وكل ما يربطها هو غياب الرؤية وعدم تحديد الهدف .. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *