أكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أن دار الإفتاء المصرية لن تألو جهدا فى مساعدة فرنسا، ودول العالم فى بلورة خطاب دينى، وإفتائى رصين، يلبى متطلبات المسلمين فى فرنسا، بالتعاون مع الهيئات الإسلامية المعتمدة هناك.
وشدد مفتى الجمهورية، خلال لقائه، برنار كازنوف، وزير الداخلية الفرنسى، أن الأزهر الشريف وعلماءه لهم مكانة عظيمة فى نفوس مسلمى العالم، ما أهله ليكون قوة ناعمة، ومؤثرة فى كل الدول الإفريقية والعربية والآسيوية والإسلامية، التى جاء أبناؤها للدراسة فيه طلابًا للعلم، وعادوا إلى بلادهم مفتين، وعلماء دين، ووزراء ورؤساء حكومات، لا تكاد تخلو منهم دولة.
وأوضح المفتى، خلال لقائه، أن فى مصر وفرنسا، الإرهاب يريد الخراب، والشعوب تريد التعمير والبناء، والإرهاب يريد الفناء والدمار، والشعوب تريد الحياة والأمل، الإرهاب يريد الفوضى، وعدم الاستقرار، والشعوب تريد الأمن والأمان، الشعوب تريد الخير، والإرهاب يريد الشر.
وقال فى لقائه: “إن مصر تخطو بخطوات ثابتة نحو إتمام المرحلة الأخيرة من استحقاقات خارطة الطريق بالتحضير لانتخابات مجلس النواب، كما تستعد لافتتاح قناة السويس الجديدة”، مؤكدا أن مصر بدأت بالفعل فى استعادة دورها الرائد عربيا وإفريقيا وعالميا.
كما أكد مفتى الجمهورية للوزير الفرنسى أن مصر ستظل آمنة مطمئنة، بفضل رجالها الأوفياء، وتكاتف المصريين، ووقوفهم سدا منيعًا وراء رئيسهم وجيشهم وحكومتهم، ضد قوى الإرهاب والتطرف مشددا على أهمية المرحلة التى تمر بها مصر الآن، فهى تعد من أهم المراحل داخليا وخارجيا، وتحتاج إلى دعم سياسى واقتصادى عالمى كبير، نظرا لأن مصر تعد رمانة الميزان فى المنطقة بأسرها.
وأشار المفتى إلى ضرورة التمييز بين رسالة الإسلام النبيلة، التى تتمثل فى الرحمة والسلام من المغالطات والممارسات، التى ظهرت من أولئك المتطرفين والإرهابيين، الذين يشوهون تعاليم الإسلام السمحة أمام العالمين، مشددا أن جرائم الإرهابيين تتعارض كليا مع الجوهر الحقيقى للرسالة المحمدية من خلال ذبحهم الأبرياء، وحرقهم المدارس، وسبيهم النساء، واضطهادهم الأقليات الدينية، وترويعهم المجتمع بأكمله، وانتهاكهم حقوق الإنسان بصورة صارخة.
ومن جانبه، أبدى وزير الداخلية الفرنسى سعادته باستقبال مفتى الجمهورية فى باريس، مطالبا التعاون معه ودار الإفتاء المصرية، لمكافحة التطرّف، ونبذ الإرهاب.
وأضاف أن فرنسا تقدِّر الدور الذى تقوم به مصر فى محيطها العربى والإقليمى فى محاربة الإرهاب، مشيدًا خلال اللقاء بتجربة مرصد الفتاوى المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، واصفًا إياه بـ”التجربة الرائدة”، وأكد أن فرنسا تسعى للاستفادة من مجهودات مرصد الدار فى مواجهة الفكر التكفيرى المتطرف.