ذكرت وكالة الأمم المتحدة بأن أكثر من 600 صحفي قتلوا خلال أداء لواجبهم على مدى العقد الماضي.
وبالرغم من أن حرية التعبير هي حق أساسي من حقوق الإنسان، مكفول في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، إلا أن المعوقات لاتزال تواجه العاملين في مجال الصحافة خاصة في أماكن النزاعات.
نائب الأمين العام يان الياسون قال إنه في كل مرة يتم قتل صحفي من قبل المتطرفين، أو عصابات المخدرات أو حتى القوات الحكومية، يصمت صوت عن الكلام نيابة عن ضحايا النزاع والجريمة وانتهاكات حقوق الإنسان:
“إن كل صحافي يقتل أو يعنّف لإجباره على التزام الصمت يعني إنقاص عدد المراقبين للجهود الرامية إلى دعم الحقوق وضمان كرامة الإنسان. أقل ما يمكننا عمله عندما يقتل أحد الصحفيين، هو التأكد من أن يتم التحقيق بالوفاة بسرعة ويتم إحقاق العدالة. إنه لأمر مروع وغير مقبول أن أكثر من 90 في المائة من اغتيالات الصحفيين تمر دون عقاب.”
إلياسون الذي كان يتحدث أمام جلسة مجلس الأمن حول حماية الصحفيين في الصراعات المسلحة، أشار إلى أن الأساس المنطقي هو أن حماية الإعلام الحر تعتبر شرطا أساسيا لحرية التعبير والديمقراطية، وهي أسياسية أيضا في السعي من أجل السلام والأمن والتنمية.
جلسة مجلس الأمن حول حماية الصحفيين في الصراعات المسلحة تخللها أيضا شهادات من صحفيين من مختلف الجنسيات تعرضوا لمختلف أنواع الترهيب من أجل ثنيهم عن عملهم، كما أوضح الصومالي مصطفى حجة عبد النور الذي يعمل منذ سبع سنوات لدى وكالة فرانس برس:
“مثل الكثيرين من أبناء مهنتي الذين يعملون في شوارع مقديشو المليئة بالغبار، يسمونني “الرجل الميت المتنقل”. يوما بعد يوم أنقل قصص الصوماليين، والتحديات التي يواجهونها وآمالهم للمستقبل. ولكن اليوم أجلس هنا حاملا معي قصص رفاقي وزملائي الذين دفعوا الثمن الأعظم لقاء عملهم في نفس الشوارع. أنا أتكلم من خبرتي كصحفي في الصومال، ولكنني أريد أيضا أن أتحدث بالنيابة عن جميع الصحفيين في سوريا، والبرازيل ومصر وباكستان وبلدان عديدة أخرى، الذين قتلوا أو فقدوا أو عذبوا على مدى السنوات الماضية. قصتي ليست فريدة من نوعها. فأنا هنا لأن المسلّح الذي قتل العديد من رفاقي لم يجدني بعد.”
أما العراقي غيث عبد الأحد من صحيفة “ذي غاردين” فتحدث عن الحصانة التي يتمتع بها من يقتل أو يعنف الصحفيين، مشيرا أن لا أحد من القوات المسلحة أو المسؤولين يتعرضون للمساءلة لما اقترفته أيديهم. وتوجه إلى أعضاء مجلس الأمن قائلا:
“إذا أمكنكم، سيداتي وسادتي، القيام بجهد للاعتراف بالصحفيين كجزء من الجهود الإنسانية لنقل القصص.. الكثيرون منكم يكرهوننا، وأنا أعلم ذلك، وأعتقد أن هذا مؤشر على أننا نقوم بعملنا بالشكل المناسب. يجب أن يكون هناك نوع من التوازن… دعونا نكون هناك .. عاملونا كبشر.. لا تقتلوننا.. شكرا.”
وكانت الأمم المتحدة قد أطلقت “خطة العمل بشأن سلامة الصحفيين ومسائل الإفلات من العقاب” من أجل خلق بيئة حرة وآمنة لوسائل الإعلام في حالات النزاع وحالات السلم. وقد تمت الموافقة عليها في نيسان/أبريل 2012 من قبل مدراء مجلس الأمم المتحدة بقيادة منظمة اليونسكو.