نكسة 67 لم تكن لأن الجيوش المصرية غير مؤهلة أو غير مدربة أو حتى ينقصها السلاح،ربما تكون تلك عوامل موجودة وحقيقية ولكن هناك ما هو أكثر تأثيرا للهزيمة الا وهو أنشغال الجيش فى الصراعات السياسية واقحام نفسه فىالسلطة فأصبح حاكما وجيشا مما افقده التركيز على خطورة الأمر.
الأمر الأخر وهو قرأة للأحوال المصرية الداخلية الحالية والسياسات الراهنة أن السياسة والديمقراطية فى مصر قد تغير مسارها وكيفية تطبيقها والأسس السليمة التى تقام عليها ديمقراطية قد تغيرت حيث أصبحت الصناديق على هامش اللعبة السياسية واللعبة أصبحت للحشد من منا يستطيع ان ينكر ذالك،من منا يستطيع ان ينكر انه اذا غضب نفر من الناس ولديهم المقدرة على الظهور بالحشد وتميل لهم أجهزة الدولة يستطيعون بكل بساطة تغير نظام الحكم فى مصر هذة هى الحقيقة الأن الملعب السياسى فى الشارع وليس فى لجان الأنتخابات والصناديق وهذا نذير شؤم.
وأتذكر فى ذالك عندما قامت الولايات الأسلامية فى عهد عثمان بن عفان بثورة تقريبا لنفس الأسباب التى قام من أجلها معارضى الرئيس مرسى وهو تعين الأقارب فى منصب الوالى كما زعموا أشار بعض بطانة عثمان بن عفان الخليفة رضى الله عنه أن يترك المنصب ويتنحى عن الخلافة فرفض قائلا:لا والله لن أتركها ليست للسلطة ولكن أذا فعلت لن يصبح للمسلمين خليفة يستقر على الخلافة،وقد صدق حقا وعده اذ لم يستقر على رضى الله عنه فى الخلافة وأصبحت القدرة على حشد الأنصار والجيوش هى التى تؤدى الى خلافة المسلمين وتحولت الى خلافة عضدية على المسلمين تتملكها أسرة واحدة.
الخطير فى مصر اذا استمر الوضع كما هو وكان للأنقلاب نصيب ان يتم ستتحول السياسة فعليا الى الحشد أكثر من الأنتخاب ،والأخطر والأخطر ان أى رئيس ايا كان اتجاهه سيعمل على أضعاف الجيش والمؤسسة العسكرية أتقاء لشره وحتى لا يحدث ما حدث مرة أخرى وحتى يحافظ على السلطة وسيكون هذا وبال علينا وأمر سيكون صعبا للغاية،حتى الحلول فى كلتا الأمور خطر أما ان يتقاسم الجيش السلطة مع الرئيس الجديد وأما أن يكون للجيش أمتيازات تحصنه غير عادية وأما يقوم الرئيس الجديد بأضعاف الجيش وفى كلتا الأمور خطر يحيط بنا.
الأمر الأخطر والأخطر والأخطر وهذا نسبة حدوثه ضعيفة أن يحدث صراع سياسى بين الشارع والجيش نتيجو أجراءات أحترازية من الجيش فى خلال الفترة الأنتقالية تحصنه من الوقوع فى مأزق أو أضعافه أو أقالة قيادات الأنقلاب عند تولى رئيس السلطة ،وأما ان يأتى رئيسا بأنتخابات مدعوما من القوات المسلحة أو من أبناء القوات المسلحة ونعود للدولة العسكرية مرة أخرى.
ولا أجد حلا الا الرجوع الى القواعد الديمقراطية وتصحيح مسار السياسة المصرية بأسس ديمقراطية سليمة وجديدة والا قل على مصر السلام.
العودة الى الديمقراطية هى الحل.