في مؤتمر صحفي في جنيف، قال الدكتور كيجي فوكودا، المدير العام المساعد لشئون الأمن الصحي والبيئة بمنظمة الصحة العالمية إن لجنة الطوارئ التابعة للمنظمة، والمعنية باللوائح الصحية الدولية قد اجتمعت مرتين في غضون أيام لتقديم بعض الإرشادات للمديرين حول فيروس كورونا، مشيرا إلى أن هذا الفيروس يعد جديدا، ظهر خلال عام 2012، ولم يسمع به أحد من قبل.
وذكر الدكتور فوكودا أن عدد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا قد بلغ خمسة وخمسين، الأمر الذي وصفه بالخطير، وقال إنه ظهر منذ أكثر من عام، يواصل الظهور في منطقة الشرق الأوسط، حيث تظهر إصابات جديدة. واضاف في مؤتمر صحفي في جنيف:
“إنه أيضا إلتهاب لا يوجد لدينا أي تطعيم أو علاج محدد له في الوقت الحالي، ويتم العناية بالمصابين به من خلال الرعاية الطبية العامة. ويشكل هذا الوضع قلقا لمنظمة الصحة العالمية، ومن ثم كان أحد الأشياء التي أردنا القيام بها هو إحضار مجموعة من الخبراء لتقييم الوضع، وتقديم إرشادات للمديرين العامين وللمنظمة وما إذا كان يجب اعتبار أن الفيروس يشكل حالة طوارئ عامة مثيرة للقلق”.
وأوضح مسئول منظمة الصحة العالمية أن لجنة الطوارئ أجرت مناقشات موسعة حول المعلومات المقدمة لها من الدول التي ظهرت فيها حالات إصابة بفيروس كورونا، ومن موظفي منظمة الصحة العالمية وأن اللجنة قدمت بعض التوصيات. وتحدث الدكتور فوكودا عن أبرز ما خرجت به اللجنة:
“إن الوضع الذي يرونه الآن فيما يتعلق بالفيروس يعد خطيرا ويتطلب مراقبة عن كثب. ومع ذلك، ووفقا لتقييمهم، فإن الوضع الحالي لا يشكل حالة طورئ عامة تثير قلقا عالميا في الوقت الراهن، وذلك على أساس الأدلة المطروحة أمامهم”.
ورغم النتيجة التي خرجت بها اللجنة، إلا أنها ترى أن فيروس كورونا يعد خطيرا، فعندما يصاب به المواطنون، فقد يحتاجون إلى أن يوضعوا على أجهزة التنفس الصناعي، وقد يتسبب في وفاة البعض. كما أشارت اللجنة أيضا إلى إمكانية انتشاره بشكل أكبر في المستقبل.
وأشار الدكتور فوكودا إلى أن اللجنة قد أقرت بأن الوضع قد يتغير في المستقبل، وطالبت منظمة الصحة العالمية بمواصلة تزويدها بمعلومات محدثة عن الفيروس، ونصحوا مديري المنظمة لدعوة اللجنة للإنعقاد في المستقبل القريب لتقييم الوضع مجددا.
وقد بحثت لجنة الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية في موضوع السفر والتجمع، خاصة مع اقتراب موسم الحج في المملكة العربية السعودية وقال:
“إن منظمة الصحة العالمية ليست لديها أية خطط هذه المرة لفرض قيود على السفر، أو لإصدار نصيحة للمواطنين بألا يسافروا. ومع ذلك، فإننا ندرك أن هناك مخاطرة بالنسبة للمسافرين، وأن هناك بعض الخطوات التي يمكن للأفراد المسافرين اتخاذها في مختلف الدول. فعلى سبيل المثال، بالنسبة للمواطنين الذين يعانون من حالات صحية معينة أو خطيرة، فيمكن أن يسعوا إلى الحصول على نصيحة أو إرشادات طبية من طبيبهم حول ما إذا كان الوقت مناسبا بالنسبة لهم للسفر أم لا”.
وأكد الدكتور كيجي فوكودا من منظمة الصحة العالمية على أن هناك خطوات معينة يمكن لأي مسافر اتخاذها لحماية نفسه وحماية الآخرين من الإصابة بالفيروس.
وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية تعتزم وضع بعض التوصيات المتعلقة بالسفر في مواجهة فيروس كورونا والوضع الحالي في غضون الأيام المقبلة.
كما كشف عن أن المنظمة تعمل بشكل وثيق مع البلدان في الشرق الأوسط وأوروبا على وضع توجيهات بشأن كيفية تعزيز المراقبة، وأيضا إرسال موظفين للعمل مع الدول.