شخصيه اليوم هو فضيله الشيخ العلامه سليمان نوار أبن مدينه كفر شكر
لشيخ د. سليمان محمد نوار
” ثائر العقيدة حَمِيُّ النفس “
1304 هـ – 1388 هـ
ولد فضيلة الشيخ سليمان محمد عبد الرازق نوار عام 1304 هـ / 1886 م بمدينة كفر شكر ، و كان شخصية علمية كبيرة قامت بدور كبير في خدمة الثقافة العربية و الإسلامية في الأزهر في العصر الحديث .
كان – رحمه الله – فارع الطول ، قوي البنية ، تشع عيناه بريقا و ذكاء ، يتكلم العربية الفصحى و لا يتكلم إلا بعد تفكير طويل ، و إذا تكلم كان رأيه فصل الخطاب
عاش عصر النضال الوطني العظيم ضد الإحتلال الإنجليزي في عصر مصطفى كامل وسعد زغلول ، فشهد ثورة الزعيم مصطفى كامل أو قل حركته الوطنية الكبرى من أجل الحرية ، و اشترك في ثورة 1919 م فكان هو و الشيخ محمود أبو العيون و الشيخ محمد عبد اللطيف دراز و السيد حسن القاياتي و الشيخ الزنكلوني – رحمهم الله جميعا – من خطباء الثورة المصرية ، و على منبر الأزهر كانت أصواتهم أعلا الأصوات و أكثرها حماسا و إيمانا
و في يوم من الأيام دعاه الصوفاني إلى اجتماع وطني ضد سعد باشا زغلول ، فأبى و قال له :
” إذا كان سعد زغلول قد أيقظ مصر لتطالب بحقها في الحرية فما ذنبه ؟!! “
و في عام 1927 م نشرت له صحيفة الاخبال سلسلة من المقالات حول إصلاح الأزهر و الإصلاح الاجتماعي و الثقافي في مصر .
و منذ أن تخرج من الأزهر الشريف عام 1921 م و هو يجعل النضال الوطني من أجل حرية وطنه جزءا متمما لنضال العالِم الديني من أجل خدمة شريعة الإسلام و لغة القرآن .
و كان لابن كفر شكر العالِم الأزهري الشاب النابغة صوت مدوٍ في مختلف جوانب حياتنا المصرية الحافلة بأسباب النضال و الثورة من أجل الإصلاح .
اشترك مع صفوة من العلماء في المطالبة بإصلاح الأزهر و العمل من أجل ازدهار حلقاته العلمية مسترشدا في ذلك بأفكار الإمام محمد عبده الذي كان أقرب العلماء في العصر الحديث إلى قلوب الشباب من أبناء الأزهر و خريجيه و شيوخه .
أنشئت كليات الأزهر الشريف الثلاثة : الشريعة ، أصول الدين و اللغة ، فأختير الشيخ سليمان نوار أستاذا في كلية اللغة العربية و تفقه في اللغة العربية و الأدب في تلك الفترة التي كان الأزهر يطالب و يعلن بأنه لا يمكن أن يكون سندا للوزارات المتآمرة على حرية الشعب و يطالب بمسيرة قوية لإصلاح الأزهر ، و كان الشيخ سليمان نوار في مقدمة المنادين بذلك ، و قد فُصِل من الأزهر مع من فُصِلوا بسبب ذلك ، ثم عادت الأمور في الأزهر إلى الإستقرار ، و عادت الدراسة فيه إلى الإنتظام ، و لكن ثورة الشيخ سليمان لم تهدأ ، فقد رأى الأزهر الذي حارب فيه طغيان السياسة قد بدأ يعود إلى السياسة من الباب الخلفي مرة أخرى ، و من أجل ذلك ناهض الشيخ سليمان نوار مشيخة الأزهر آنذاك و عاد إلى الثورة مرة أخرى .
من مواقف الشيخ :
إعراضه عن تقبيل يد الملك أثناء مقابلته إياه ذات مرة مع كوكبة من علماء الدين ، حيث يحكى أن الشيخ سليمان نوار أوعز للشيخ محمود شلتوت بإسقاط ” طفاية السجائر ” على الأرض قبل دخول الملك ، و أثناء السلام على الملك تظاهر بالتقاط الطفاية بعد أن سلم عليه دون أن يقبل يده ، و يُظن أن الملك أخذها في نفسه .
أيضا يذكر أثناء مرور عمدة كفر شكر ذات مرة قابل في طريقه الشيخ سليمان نوار ( في فترة الإقامة الجبرية ) جالسا عند مسجد الشيخة صالحة ، و كان من عادة الناس أنه عند مرور العمدة يقفون له احتراما و منهم من يقبل يده باستثناء الشيخ سليمان طبعا الذي حياه جالسا ، و يبدو أن العمدة أنكر عليه تصرفه ، فقال له الشيخ سليمان :
” إن كنت عمدة ، فأنا عميد ، و كلنا سواء لله عبيد “.