قررت محكمة جنايات القاهرة، في جلستها المنعقدة برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، تأجيل محاكمة الرئيس الأسبق محمد مرسي و10 متهمين آخرين من كوادر وأعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، إلى جلسة الغد، وذلك في قضية اتهامهم بالتخابر وتسريب وثائق ومستندات صادرة عن أجهزة الدولة السيادية وموجهة إلى مؤسسة الرئاسة، وتتعلق بالأمن القومي والقوات المسلحة المصرية، وإفشائها إلى دولة قطر.
وجاء قرار التأجيل لاستكمال فض ومشاهدة باقي الأحراز المصورة في القضية.
بدأت الجلسة بوقوع مشادة كلامية بين رئيس المحكمة المستشار محمد شيرين فهمي، وبين الرئيس الأسبق محمد مرسي الذي بدت عليه علامات التوتر والعصبية.. حيث كان رئيس المحكمة في معرض إثبات حضور المتهمين داخل قفص الاتهام، كإجراء وجوبي يتم في جميع الجلسات، غير أن “مرسي” لم يجب عند النداء عليه، وهو الأمر الذي كرر معه رئيس المحكمة النداء عليه، فقال مرسي بصوت عال لم يخل من العصبية: “أنا رديت عليك إنت من قبل وقلت موجود”.
وبدا واضحا أن نبرة الحديث التي استخدمها مرسي لا تليق بمخاطبة هيئة المحكمة، وهو الأمر الذي دفع رئيس المحكمة إلى مخاطبته قائلا: “إنت بتتكلم كده ليه.. إيه إنت دي.. اتكلم كويس أثناء مخاطبة المحكمة”.. فتذرع مرسي أنه لا يسمع المحكمة بصورة جيدة، غير أن المستشار شيرين فهمي قال له “إنت سامع كويس من أول الجلسة”.. فعاد مرسي ليقول :”أنا بقول لحضرتك أنا بعلي صوتي عشان حضرتك تسمع، وأنا بحترم الناس جميعا”.. فأمره رئيس المحكمة بالتزام الهدوء ومراعاة آداب الجلسة، واستكمل إثبات حضور بقية المتهمين.
واستأنفت المحكمة فض أحراز الدعوى الخاصة بالمتهم أحمد علي عفيفي، والمتمثل في جهاز كمبيوتر محمول، تبين أن وحدة التخزين الخاصة به مقسمة إلى 3 أجزاء تحتوي مجلدات عدة تتضمن ملفات ترويج للسياحة ومقاطع موسيقية، وصورة من بيان لتنظيم “أنصار بيت المقدس” الإرهابي ينعى فيه مقتل أحد عناصره.
كما تضمنت الملفات مجموعة من الصور لأحداث الحرس الجمهوري وغيرها من أحداث المظاهرات والمسيرات الإخواني التي وقعت عقب ثورة 30 يونيو 2013 ، يظهر بعضها بقيام مجموعة من شباب الإخوان وهم يرشقون وحدة عسكرية بالأحجار وزجاجات المولوتوف، وأحداث فض اعتصام رابعة العدوية، وملف عن اغتيال أحد ضباط الشرطة ببورسعيد، ومجموعة من الصور لأشخاص في مناطق صحراوية.
وتضمنت الملفات المعروضة أيضا مقاطع مصورة لمسيرات إخوانية تهتف باسم محمد مرسي، وصور لقسم شرطة كرداسة في أعقاب احتراقه والعدوان عليه، وتظهر فيها أعدادا كبيرة من السيارات المحترقة، وأشخاصا يرفعون إشارة رابعة.
كما أظهرت عملية استعراض الحرز أنه يحتوي على ملفات تتضمن أرقام هواتف بعض السياسيين والشخصيات العامة والإعلاميين والكتاب والصحفيين والعاملين بالقنوات الفضائية ورؤساء تحرير بعض الصحف، وملف آخر يحتوي على أسماء وأرقام هواتف شخصيات فلسطينية من بينها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وإسماعيل هنيه رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق، إلى جانب أسماء وأرقام هواتف لبعض القضاة والمستشارين.