سمعت صوتي يتردّد على شفتيكَ
يتلو صلاة المساءْ
شممتُ عبيري يفوح من راحتيكَ
يسبّح ربّ العلاءْ
نظرت في سفير عينيكَ
فإذا بعينيّ تنظراني
يا من لك عينايْ…
في خلايا النّفسِ
بحثت عن روحي
وإذا بها روحكَ
تهيم فوق ربى الزّمانِ…
وينتفض الكيان منّي
وإذا به كيانك المرتعشِ
يا من لك كياني…
أرتشف عبراتك من مقلتيَّ
ونبض الحياة من قلبك أستقي
سعيت إليكَ
فوجدتُني…
وما عرفت الذّاتَ
إلّا في قدس فؤادكَ
يا من لك فؤادي…
أنت في الأنا
وفي الأنا أنتَ
من أنتَ…
أنا…
من أنا…
أنتَ…
النّاظر إليكَ
يبصرني
ويبصركَ
النّاظر إليَّ…
كالشّمسِ لا تُرى
إن فقدت السّنا…
كالهوا
لا يفصح عن سرّ الهبوبِ…
كالماء للعطشِ
والجوع للشّبعِ
أنت أنا…
كاليمِّ للموجِ
والنّهرِ للضّفّةِ
أنا أنتَ…
أنت في الأنا
وفي الأنا أنتَ
من أنتَ…
أنا…
من أنا…
أنتَ…