مؤتمر آليات تجديد الخطاب الدينى يناقش فى جلسته العلمية الأولى أساليب التجديد ومواجهة الإرهاب

عقد مؤتمر آليات تجديد الخطاب الدينى جلسته العلمية الأولى بحضور وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة ولفيف من علماء الأزهر والأوقاف وممثلى الكنيسة ورجال الفكر والقانون والإعلام والفن لمناقشة الأساليب الجديدة للخطاب الدينى وسبل التنسيق بين مختلف الجهات لمواجهة الإرهاب. 
وأكد وزير الأوقاف أن الوزارة تتطلع من المؤتمر إلى أراء كل العلماء، وستأخذ بها فى وثيقة التجديد للخطاب الدينى. 
وأشار الدكتور مصطفى الفقى المفكر والكاتب السياسى، فى كلمته خلال الجلسة، إلى الظروف الصعبة التى تمر بها مصر والمنطقة والتى تتطلب ضرورة تجديد الفكر الإنسانى العربى الإسلامى والمسيحى والفكر العقلى وتنقية العقول وليس تجديد الخطاب الدينى فقط.
وقال “إن الشريعة الإسلامية شاملة وملك للبشرية كلها، وبتم تدريسها فى بعض الجامعات الغربية، موضحا أن التجديد لا يعنى المساس بأصول الشريعة بل تنقية الفكر الإسلامى من أفكار دخيلة وتحليللات غير واقعية ومحاولات لتشويه الإسلام والالتزام بالاجتهاد ورأى علماء الأمة المجمع عليه”. 
وأكد الدكتور عبد الحى عزب رئيس جامعة الأزهر أهمية تنقية العقول وفهم كلام الله وعدم الانجرار به إلى الأهواء وتنقيته مما علق به، وهو التجديد الحقيقى مع التركيز على الانتماء الوطنى، وهو ما أمر به الشرع الحنيف والتركيز على فقه المقاصد وحفظ العقل وتطوير التعليم. 
وطالب بالتركيز علي ثقافة الاختلاف والتعايش السلمى وعدم الاعتداء على الغير وحسن معاملة أهل الديانات الأخرى والنقاش والجدال بالتى هى أحسن ونشر ثقافة الترغيب وتدريب الداعية للدعوة وللموعظة وتنقية الخطاب الدينى من الخرافات، مشددا على التمسك بثوابت الدين عند التجديد ومراعاة ظروف المجتمع. 
وأوضح الدكتور عبد الله المغازى أستاذ القانون الدستورى ومعاون رئيس الوزراء أهمية تطوير برامج التربية والتعليم وايجاد خطاب سياسى قائم على العدالة الاجتماعية والمساواة وتفعيل دور الشباب فى المجتمع مع الاهتمام بتولى الشباب المناصب الريادية. 
وأشار إلى الاهتمام بخطاب دينى معتدل يواكب القول بالعمل ويراعى ثوابت الدين وتطورات العصر ويتواصل مع كل المجتمع، خاصة الشباب، إلي جانب أن يواكب الخطاب الدينى خطاب سياسى يقوم على العدل والمساواة. 
كما أشار الدكتور طه أبو كريشة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر إلي التعامل الجيد مع النص الدينى وإعادة النظر فى قبول الطلاب فى كليات الدعوة الإسلامية والشعب التى تخرج الدعاة بشرط مجموع متميز وعمل لقاءات شخصية لاختيار أفضل العناصر مع تجديد محتوى الخطاب الدينى. 
وأكد ضرورة مراعاة التنوع فى رسالة الخطاب الدينى والاهتمام بالتأهيل العلمى للقائمين على الخطاب الدينى كما هو فى تأهيل المدرسين، مقترحا مادة بالمناهج لخلق الخطاب الدينى وتنقية الخطاب التعليمى والثقافى من الدعوة للكراهية، مطالبا ولاة الأمر بعدم ترك الحبل للثقافات الأخرى التى تؤثر على الخطاب الدينى المعتدل.
ومن ناحيته، قال الدكتور سامى الشريف عميد كلية الإعلام بجامعة التكنولوجيا الحديثة “ليس مسئولية المؤسسات الدينية فقط بل كل مؤسسات المجتمع”، فيما كشف الفنان محمد صبحى أن هناك 60 مليون شخص فى العشوائيات فى أمية دينية وعلمية وإجتماعية ويشعرون بالظلم الاجتماعى، وقد يتحولون إلى قنابل للإرهاب، مطالبا بتطوير التعليم ونظم الخدمة الاجتماعية من أجل خطاب دينى معتدل.
ونوه بدور الفن الأصيل المجتمعى المسئول لتقديم حلول فعالة لمشاكل المجتمع والتأثير الايجابى، منتقدا بعض الأعمال الفنية التى أساءت للمجتمع، مشددا على ضرورة الاهتمام بالتعليم والإعلام والثقافة والفن والدين للتصدى للإرهاب وبناء المجتمع، لافتا إلي الحاجة إلى المسكن والتعليم والتثقيف لفرد سوى فى المجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *