أكمل قصر بعبدا الرئاسي في لبنان عاما كاملا بدون رئيس، اليوم الاثنين، فشل خلالها البرلمان في انتخاب رئيس جديد للبلاد خلال 23 جلسة، خلفا للرئيس ميشال سليمان، الذي انتهت ولايته في مثل هذا اليوم، 25 مايو من العام الماضي.
وعجز مجلس النواب اللبناني خلال 13 شهرا في انتخاب رئيس للبلاد بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني اللازم لانعقاد جلسة الانتخاب، والتي كانت آخر محاولات عقدها في 13 مايو الماضي، حيث أرجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري “حركة أمل”، الجلسة إلى 3 يونيو القادم.
وتحول كتلتا “الوفاء للمقاومة” التابعة لحزب الله الشيعي، و”الإصلاح والتغيير” التابعة لحليفه التيار الوطني الحر بزعامة الجنرال ميشيل عون “ميسحي ماروني”، دون تأمين النصاب القانوني الذي يتطلبه انتخاب الرئيس، والذي يتمثل في حضور 86 نائبا، يمثلون ثلثي أعضاء المجلس المؤلف من 128 نائبا.
وأنشأ منصب رئيس الجمهورية للمرة الأولى أثناء الانتداب الفرنسي على لبنان عام 1926. وعلى الرغم من أنه لا يذكر في الدستور الليناني ديانة من يتولى الرئاسة، فإنه اتفق في الميثاق الوطني الموقع بعام 1943 على أن يكون من يتولى المنصب من الطائفة المارونية.
ورئيس الجمهورية، وفقا للمادة 49 من الدستور اللبناني “هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن. يسهر على احترام الدستور والمحافظة على استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه وفقاً لأحكام الدستور”.
ويفترض أن يلتئم مجلس النواب اللباني قبل موعد إنتهاء ولاية رئيس الجمهورية بمدة شهر على الأقل أو شهرين على الأكثر بناء على دعوة من رئيسه لانتخاب الرئيس الجديد. وإذا لم يدع المجلس لهذا الغرض فإنه يجتمع حكماً في اليوم العاشر الذي يسبق أجل إنتهاء ولاية الرئيس، بحسب المادة 73 من دستور البلاد.
وتسبب الفراغ الرئاسي في لبنان في تعطيل أعمال وسلطات مجلس النواب، حيث تعتبر المادة 75 من الدستور اللبناني أن مجلس النواب الملتئم لإنتخاب رئيس الجمهورية يعتبر هيئة إنتخابية لا هيئة إشتراعية ويترتب عليه الشروع حالاً في انتخاب رئيس الدولة دون مناقشة أي عمل آخر.
وينتخب رئيس الجمهورية بالإقتراع السري بغالبية الثلثين من مجلس النواب في الدورة الأولى، ويكتفى بالغالبية المطلقة في دورات الإقتراع التي تلي. وتدوم رئاسته ست سنوات ولا تجوز إعادة إنتخابه إلا بعد ست سنوات لانتهاء ولايته.
وهي المرة الثالثة التي يحصل فيها الشغور في منصب رئيس الجمهورية في لبنان، وكانت المرة الأولى بعد انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميل، والمرة الثانية بعد انتهاء ولاية الرئيس العماد إميل لحود.