أثار صدور بيانين متعاقبين من مشيخة الأزهر عقب لقاء الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب برئيسة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي مارين لوبن – و المعروفة بمواقفها المعادية للاسلام في فرنسا – جدلا كبيرا ، حيث أعترض البعض على قبول الطيب لاستقبالها ، فيما وصف البعض البيان الثاني المنشور عن اللقاء بأنه شديد اللهجة و لاسيما بعد اعلان الأزهر في البيان الأول أن الزيارة كانت بهدف تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة لديها عن الاسلام.
و نشر الأزهر – على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك – بيانين بشأن لقاء الأمام الأكبر احمد الطيب مع لوبن ، حيث اشار البيان الاول الي تأكيد الامام الاكبر أنه لا يوجد إسلام سياسي وإسلام متطرف، ولكن هناك مسلمون معتدلون يفهمون صحيح الدين، وهم الغالبية، وآخرون متطرفون -وهم أقلية- أساءوا فهم الدين ، مشيرا إلى أن السبب الرئيس فيما يعانى منه العالم الآن يتحمل الغرب جزءا كبيرا منه، وخصوصًا أن الغرب احتضن كثيرًا من الإرهابيين، مطالبًا بضرورة العمل على مكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا في البلاد الغربية.
اما البيان الثاني – و الذي وصفه البعض بانه كان شديد اللهجة – فقد اكد الامام الاكبر “تحفظ الازهر الشديد على آراء لوبن المعادية للإسلام والمسلمين ، وأن هذه الآراء تحتاج إلى إعادة النظر والمراجعة والتصحيح”.
من جهتها صرحت لوبان – عقب اللقاء – أنه لا يجب الخلط بين الدين الإسلامي كدين وبين أعمال العنف التي يرتكبها بعض المنتسبين إليه”.، مؤكدة على “حق المسلمين الفرنسيين في أن يمارسوا شعائرهم وأن يعبروا عنها بحرية كاملة”.
كما اعلنت على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك انها التقت بالامام الاكبر للازهر و ان هناك توافق كبير حول مكافحة الإرهاب ، كما اجرت لقاء مؤثرا مع بطريرك اقباط مصر البابا توادروس الثاني وأعربت له عن تضامنها مع مسيحيي مصر والشرق”.
جدير بالذكر ان لوبن كانت قد طلبت زيارة شيخ الأزهر أحمد الطيب منذ أسبوع ،و ان هذا اللقاء تم بناء على طلبها بهدف تصحيح المفاهيم المغلوطة لديها عن الاسلام.
يشار إلى أن مارين لوبان هي ابنة السياسي الفرنسي المثير للجدل، جان ماري لوبان، والذي قاد لسنوات طويلة حزب “الجبهة الوطنية” و المعروف بمواقفه اليمينية المتشددة، وخاصة حيال المهاجرين الأجانب وأتباع الديانات المختلفة، وقد ورثت لوبان عنه قيادة الجبهة ليحتفظ بـ”الرئاسة الفخرية”، قبل أن تحدث خلافات بينهما مؤخرا.
و معروف عن لوبان عنصريتها و مواقفها المعادية للدين الاسلامي حيث سبق أن شبهت صلاة المسلمين في الشارع بفرنسا بالاحتلال خلال الحرب العالمية الثانية، كما سبق أن أعربت عن قلقها حيال ما اعتبرتها محاولة لـ”أسلمة” أوروبا.