فالحرية شعار تردد علينا كثيرا , ولكننا لم نصل حتى الآن للمعنى الحقيقى له , والذى سيريح الضمائر والصدور , وتبديل المفهوم من الخطأ الى الصواب لن يأتى إلا بالتغيير الحقيقى الذى يمس الأفراد والمؤسسات معا , وخاصة الذين يتخيلون أنهم صفوة المجتمع كمثل السياسيين ورجال الدين والمثقفين, الذين يغرد كل فصيل فيهم فى أطار بعيداً عن مصلحة الدولة .
ووجهة نظرى أن يكون السياسى أكثر وضوحا أمامنا , لا أن يكون برأى فى الغرف المغلقة وبرأى أخر يظهر به للرأى العام , حتى يكون موضع ثقة بعدما فقدنا الثقة نحن المصريون فى كل من يحاول أقحام نفسه فى العمل السياسى , لأن الصورة المطبوعة أن كل السياسيين يسعون الى الشهرة وتنفيذ مصالحهم على حساب المواطنين ” الغلابة ” , ولهذا أطالب الدولة برفع الحصانة عن الأعضاء البرلمانيين , بأعتبار أنهم منتخبين لخدمة الجمهور , ولهذا عليهم الألتزام بالقانون كما هو محدد للجميع دون تمييز , وحتى لا يكون لهم سلطات مطلقة تجعلهم يقيسون مكانتهم بقدرتهم على أنتهاك القوانين .
وما يحزننى أكثر وأكثر أن أدرج رجال الدين بين المجموعة المسؤلة عن بؤس الدولة فى كثير من الأحيان , فرجال الدين بالرغم أنهم يلمون بعلوم الدين ألا أن الكثير منهم لا يفقه شىء عن علوم الدنيا تجعله يخطىء الفهم فى كثير من الأحيان فى تقدير عدد من الأمور والفتاوى , والنتيجة تكون كارثة محققه بفعل رجال الدين المنقوص ثقافتهم .
والملفت للنظر أن فئة المثقفون , قد يكون أرتباطهم بالثقافة مجرد ” أرتباط الاسم فقط ” فعندما يحظى فنان أو كاتب أو لاعب كرة قدم بشهرة فتجد أن إعلامنا يتعامل معه وكأنه يفقه كل شىء فى كل شىء بل أن الإعلام يصوره فى كثير من الأحيان خبيرا من الخبراء الذين لا يخظئون لدرجة أن المواطن البسيط يبدأ فى أتخاذ هؤلاء قدوة .. وهذه الخاصية المميزة لثقافتنا ليس لها نتيجة سوى الدمار .
عموما الأصلاح المجتمعى لابد أن يتكاتف من أجله كل فئات المجتمع اللذين يستطيعون بالفعل الأصلاح دون المدعين الذين لا يستطيعون تقديم أى مساعدة .