أخبار عاجلة

هل فاز تنظيم داعش بالفعل فى الحرب؟

سلط موقع “اتلانتيكو” الاخبارى الفرنسى الضوء الوضع الراهن فى مناطق الصراع فى الشرق الاوسط وسائل الموقع الخبير فى شئون الجغرافيا السياسية الكسندر ديل فالى
حول الدرجات المختلفة من تحقيق الانتصار من وجهة نظر تنظيم داعش وفى اى سياق يمثل الصراع الدينى بين الشيعة والسنة فى المنطقة انتصارا قال الخبير فى شئون الجغرافيا السياسية الكسندر ديل فالى ان هدف داعش هو اقامة دولة للسنة يقودها وقد تحقق هدفه جزئيا لانه نجح فى بسط سيطرته على عدة مناطق سنية فى كل من سوريا والعراق والتى فى الواقع تستقبله فى كثير من الاحيان بترحيب باعتباره يحررهم من “القمع الشيعى ” الذى يتعرضون له فهم يواجهون اضطهاد المتطرفين الشيعة منذ توليهم السلطة فى عام 2003 فى العراق وقت الاحتلال الامريكى.
وقد بدأ الشيعة فى اضطهاد السنة بعد ان خسروا زمام السلطة فى العراق ومن جانب اخر فان السنة فى سوريا “اغلبية السكان” يتعرضون للاضطهاد منذ السبعينيات على يد العلويين الشيعة الذين يسيطرون على البلاد واعتبر الباحث الفرنسى ان لهذا السبب استطاع داعش تحقيق تقدم فى هذين البلدين على وجه الخصوص.
وفى هذا السياق فقد استفاد تنظيم داعش من الاستراتيجيات الامريكية فى العراق التى ادت الى وصول الشيعة “الراغبين فى الانتقام” للحكم منذ عام 2003. ولكن تحقق اسوأ خطأ عندما غادر الامريكيون العراق بين عامى 2009 و 2011 مما انهى فجأة استراتيجية التحالف الفعال مع القبائل السنية ضد الجهاديين وبهذا تركت القبائل وحدها تواجه فراغ مرحلة ما بعد الولايات المتحدة فى مواجهة ميليشيات شيعية انتقامية. وهذا يعنى انه اذا كان من الخطأ غزو العراق والاطاحة بصدام فان الخطأ الاكبر كان انهاء فترة ما بعد اسقاط نظام صدام فجأة … فبسبب تغير السلطة فى واشنطن وضيق الرأى العام الامريكى ذرعا بالحرب ترك السنة لمصيرهم وهو ما سمح لداعش بالعودة بقوة على الساحة عن طريق الاستفادة من الثورات العربية حيث استفاد التنظيم من الفراغ المفاجئ والصراع الشيعى السنى
وقال مدير ابحاث مكافحة الارهاب فى المركز الفرنسى للشئون الاستخباراتية الان روديه “اولا بعد فترة من الاستقرار منذ بداية ضربات التحالف فى صيف عام 2014 لم يفقد داعش حقا اراضى كثيرة.
وفى الواقع فقد كانت لخسارة التنظيم لمدينتى عين العرب وتكريت دلالة قوية ولكن ليست كافية بحيث تعتبر بداية لتراجع التنظيم السلفى الجهادى. وفى نفس الوقت شن التنظيم هجوما فى الشهر الماضى للسيطرة على مدينة الرمادى فى العراق وتدمر فى سوريا.” ونفى روديه ان ترجع هذه النجاحات الى تفوق داعش عسكريا على الارض وانما الى حقيقة ان خصومه لم يقاتلوا حقا.
وتابع روديه قائلا “انه فى العراق فقد خسرت القوات النظامية معنويا منذ سنوات. ويرجع ذلك الى حركة اجتثاث البعث من الجيش التى ادت الى طرد الكثير من الضباط الاكفاء وترقية عدد من الضباط الجدد ليس بسبب مهاراتهم ولكن بسبب ولائهم للحكومة فى بغداد وايضا بسبب الفساد المستشرى.
واضاف ان اعداد الجنود المعلن عنها خاطئة فثلث المجندين على الاقل لم يكونوا موجودين. كما ان المعاملة غير الانسانية للجنود الذين يقعون فى اسر داعش غير مشجعة للقتال فى المعركة ففى احسن الاحوال يطلق عليهم الرصاص بعد القاء القبض عليهم. وهكذا لم تثمر سنوات من التدريب وتوريد الكثير من الاسلحة على يد الامريكيين للقوات العراقية الا بوجود “نمر من ورق” غير صالح للقتال. ويبدو ان واضعى الاستراتيجيات العسكرية فى البنتاجون لم يستفيدوا من التاريخ فمن المحتمل جدا فى رأى الباحث ان يحدث نفس الشيء فى افغانستان حيث يتواجد تنظيما داعش والقاعدة فى البلاد.
ولا يوجد اى قوة عسكرية على الارض تقاتل تنظيم داعش بصورة فعالة فى 
العراق سوى الميليشيات الشيعية التى تتلقى مساعدة كبيرة من قوة القدس التابعة للحرس الثورى الايرانى التى تظهر رغبة فى القتال ولكنها يمكن أن تتسبب في حدوث قطيعة مع السكان السنة لا سيما اذا قامت باعمال انتقامية خلال استعادة الاراضى مثل الرمادى . بالاضافة الى الاكراد الذين يسعون بطبيعة الحال للدفاع عن مناطقهم ولكن لا يريدون المشاركة فى اكثر من ذلك.
اما فى سوريا فقد استنزفت قوة الجيش بعد سنوات من الحرب حتى لو كان مدعوما من حزب الله اللبنانى والحرس الثورى الايرانى. وتعد اعداد الجنود والمتطوعين فى تناقص مستمر. ومنطقيا قررت دمشق تكريس قواتها المتبقية للدفاع عن مناطقها مما دفعها لان تتخلى دون قتال عن جزء من شرق البلاد وشمال محافظة ادلب (التى سيطر عليها ائتلاف جيش الفتح الذى يقوده تنظيم القاعدة).
ورأى الباحث ان القلق يكمن فى ان يحافظ النظام على قوته لمعارك المستقبل التى ستجرى على وجه الخصوص فى حلب وحمص فحتى دمشق ستكون مهددة. فمن الممكن ان يتجه جزء من الاف الصواريخ التى يملكها حزب الله والموجهة الى اسرائيل الى استهداف مناطق داخل سوريا.
وردا على سؤال لموقع اتلانتيكو ما اذا كان يمكن لتنظيم داعش الاعتماد على السكان الذين يعتبرونه سلطة شرعية نظرا الى انه منذ حوالى عام تدير المنظمة الارهابية المناطق التى تسيطر عليها بفضل اموال كبيرة حصلت عليها من بيع النفط والافراج عن الرهائن مقابل فدية قال الباحث الخبير فى شئون الجغرافيا السياسية الكسندر ديل فالى ان السنة لا يناصرون بشكل خاص الجهاديين سواء كانوا من تنظيم القاعدة او داعش الا انهم قبل كل شيء واقعيون ويهتمون بالحفاظ على بقائهم. ولذا فان اختياراتهم تقع ضمن حساب المزايا النسبية: فاذا لم تكن هناك اى قوات لحمايتهم ضد الشيعة الساعين للانتقام والذين يعتبرونهم اعدائهم تاريخيا وسياسيا فان تنظيم داعش يصبح اقل خطورة ولهذا نشهد اعتبار تنظيم داعش فى العديد من القرى والقبائل انه بمثابة المنقذ …
ولاحظ الخبير فى شئون الجغرافيا السياسية الكسندر ديل فالى ان معظم المكاسب الاقليمية التى حققها تنظيم داعش والتى حدثت فى الاونة الاخيرة فى سوريا جرت الى حد كبير فى المناطق ذات الاغلبية السنية ولم تشهد اى قتال فعلى. غالبا ما تقبل القبائل سيطرة داعش فى مقابل التكامل داخل السلطة وتحقيق منافع اقتصادية. واضاف الباحث “يجب ان نعرف ايضا ان تنظيم داعش يقدم اعانات للنساء وللمقاتلين.
ويوفر سبل الحياة للاسر المسلمة المهاجرة التى تقيم فى اراضى الخلافة. كما انه يحارب الفساد بشكل فعال جدا فهو يدير البلاد فى الواقع بصورة افضل من العديد من الدول الافريقية والعربية التى تعانى من الفساد المستشرى فيها … فالتنظيم يضم كوادر “مؤهلة” من موظفين سابقين وجنود من عهد صدام حسين. واضاف الباحث انه بالعودة للحديث عن القبائل فيذكر انها بدون صعوبة وخلال اقل من اربعة سنوات قامت بتغيير تحالفاتها فمن التعاون مع الامريكيين ضد القاعدة الى التحالف مع داعش ضد الشيعة و”حماتهم الامريكيين ” … وبالتالى فيبدو ان الجانب الايديولوجى لا يأخذ اهمية كافية فى هذا الامر. وانما الجوهر الاستراتيجى المشترك بين داعش وابناء القبائل هو العدو الجيوسياسى المشترك ايران والعدو الدينى الشيعى. ولمواجهة هذا الامر فستقبل القبائل عقد اى تحالف. فمنذ رحيل الامريكيين تحالفت القبائل مع جميع الاطراف التى يمكن ان توفر الحماية لهم ضد العدو وبالتالى نرى انضمام قبائل كانت متحالفة سابقا مع نظام صدام حسين مع تنظيم “جيش النقشبندى” وحتى جماعة الاخوان المسلمين العراقية وتنظيم داعش لقتال الشيعة.
وقال مدير ابحاث مكافحة الارهاب فى المركز الفرنسى للشئون الاستخباراتية الان روديه ان تنظيم داعش لديه كل صفات “الدولة” من حيث الارض والسكان (تتراوح الاعداد ما بين اربعة وثمانية ملايين نسمة) يطيعون حكومة مركزية تمتلك سلطات ادارية وشرطية وقضائية. بالطبع السكان ليس لديهم خيار لان التنظيم كان حريصا على التخلص سواء فى العلن او سرا / مثلما حدث مع ال 470 جثة التى عثر عليها مؤخرا فى مقابر جماعية فى تكريت / من جميع اولئك الذين يمكن ان يمثلوا خطر اثارة فتنة على المدى القصير. ولهذا فمن الواضح ان التنظيم قام بجمع معلومات من اجل تحديد من سيدعمه ومن يمكن ان يضر به. وتحصل هذه “الدولة” على مصادر اموالها من الاتجار فى مختلف السلع وجباية “الضرائب”.
وردا على سؤال لموقع اتلانتيكو حول ما طرحه العديد من المراقبين الامريكيين من ان الموارد المادية والبشرية ليست كافية وحدها لدحر مقاتلى تنظيم داعش وانما الامر الهام قبل كل شيء هو الرغبة فى استعادة الاراضى التى يسكنها اتباع طائفة اخرى بالاضافة الى ما قاله الرئيس الامريكى اوباما فى مقابلة مطولة مع موقع اتلانتيك الاخبارى حيث عزا رئيس الولايات المتحدة الفشل فى دحر داعش الى اخفاقات الحكومة العراقية وشكك فى رغبتهم فى القتال. ومع ذلك فقد استمر الرئيس الامريكى فى القول بان التحالف يمتلك زمام “المبادرة” وان الجهاديين سوف يهزمون فى النهاية وهو ما دفع موقع اتلانتيكو الفرنسى للتساؤل حول تفسير هذا التناقض الظاهرى من تصور الوضع الراهن وقال الباحث فى شؤون الجغرافيا السياسية الكسندر ديل فالى ” الان لا نستطيع ان نقول ان دول المنطقة قد لجأت الى العديد من الطرق لمكافحة داعش. اما على الجانب السورى فقد تخلى الاسد عن اجزاء من شرق ووسط البلاد للجهاديين وبعض اجزاء من الشمال للاكراد من اجل التركيز على “سوريا المفيدة” فى الغرب والمناطق الساحلية التى تعيش فيها الاقليات العلوية والشيعية والمسيحيين والدروز الذين يقاتلون بشراسة اكثر ضد المتمردين الاسلاميين السنة. من الناحية الفنية لا يمكن ان يستمر النظام فى السيطرة على البلاد كلها لذلك يركز على المنطقة حيث يتركز الجزء الاكبر من المؤيدين له .
ايضا اذا ما تقدم داعش فى مناطق مثل تدمر/ التى تحمل رمزية كبيرة للامم المتحدة على وجه الخصوص ولكنها تقع فى الصحراء بالتالى خارج المنطقة الامنية التى يحميها النظام / وهو ما يمكن ان يظهر تزايد قوة التمرد الاسلامى مما يحسن من صورة النظام فالنظام يقدم نفسه باعتباره ضحية للتنظيمات الجهادية ومن بينها داعش وحليف اساسى يجب مساعدته للتعامل مع التهديد الجهادى. وفى البداية كان يعتقد فى الغرب ان داعش لم يكن اسوأ من نظام بشار الاسد بينما تسعى دمشق الان لاقناع الغرب بان داعش اكثر خطورة بكثير واكثر ضررا من بشار. ولان نظام بشار غير قادر على استعادة شرق البلاد فقد تركه فى الوقت الراهن للعدو. وهو ما يتيح نمو تنظيم داعش وتضاءل المعارضة المعتدلة فداعش ينتشر على حساب منافسيه السنة. فى الواقع كلما ارتكب تنظيم داعش فظائع يصبح نظام الاسد اكثر ملائمة ولهذا السبب نرى تغير موقف جون كيرى وايضا النواب الفرنسيين الذين توجهوا لزيارته وكذلك اجهزة الاستخبارات الاجنبية التى بدأت فى التعامل مع النظام للتنسيق لمكافحة داعش.
وبالنسبة للعراق فان الوضع مختلف. فى الواقع من الصعب جدا ان تعود كردستان مرة اخرى لتصبح محافظة عراقية مثل الاخرين. فالاكراد الذين يسعون للاستقلال يستعيدون السيطرة خلال قتالهم لداعش على مناطق لصالحهم وليس لصالح الدولة العراقية العربية التى يعتبر جيشها الوطنى غير موجود عمليا وغير مدرب.
واخيرا ايران التى تسيطر على الميليشيات الشيعية لا تسعى لان يصبح النظام العراقى مرة اخرى دولة ذات سيادة وموحدة ذات الاغلبية العربية كما هو الحال فى عهد صدام حسين عندما كانت تعد اسوأ عدو لها …. ويمكن ان تسمح الفوضى فى المنطقة لان تصبح ايران لاعبا اقليميا رئيسيا. كما يعطى هذا الموقف المتأزم طهران كارت ضغط بالغ الاهمية فى سياق المفاوضات بشأن الطاقة النووية خاصة امام الولايات المتحدة. وتسعى ايران لان تجعل الغرب وخاصة واشنطن يتوصل لاتفاق معها فى نهاية المطاف للقضاء على داعش واستعادة السلام فى الشرق الاوسط وخاصة فى غزة وسوريا حيث تقدر القوى التى تدعمها ايران على الحاق الكثير من الضرر. وكلما تزعزع استقرار العراق كلما نجحت ايران فى السيطرة على المناطق الشيعية فى سوريا. ولدى ايران مصلحة كبيرة فى ان يرى الغرب انها محاور مفيد فى مواجهة منطقة فى حالة عدم استقرار بشكل كامل بسبب داعش.
وفى سؤال حول شروط تحقيق الفوز بينما يستمر الرئيس اوباما فى رفض التدخل بريا قال الكسندر ديل فالى ان تنظيم داعش يضم حوالى 20 الف او 30 الف مقاتل فقط. فاذا تحالف غدا كل من ايران وسوريا وروسيا والغرب وتركيا فسيتم القضاء عليه فى غضون بضعة اشهر. ولكن من الواضح ان النصر لن يأتى من القوى الغربية وانما من رغبة دول المنطقة فى استعادة النظام بحيث يأتى دور الغرب ثانويا. ولم يقرر الغرب حتى الان تحويل هذا الامر لواقع ملموس اواولوية قصوى.
ولهذا السبب فان داعش لا يزال باقيا ويتمدد. دعونا نتذكر انه قبل مغادرة الامريكيين العراق نهائيا فى عام 2001 كان التنظيم السابق على وجود داعش قد تم القضاء عليه الا ان افراج الولايات المتحدة غير المبرر فى وقت مبكر عن عدد من الارهابيين /بما فى ذلك قائد التنظيم ابو بكر البغدادى / لم يساعد كثيرا …
وحتى الان نحن نرى انه ليست هناك ارادة لدى الغرب لكسب هذه الحرب وقد لا يعتبر الوضع خطيرا بما فيه الكفاية حتى الان لارسال قوات برية كبيرة خصوصا ان هذا الخيار من الصعب جعل الرأى العام الغربى يوافق عليه بسبب الاخفاقات السابقة فى التدخل العسكرى فى العراق و افغانستان ناهيك عن الحرب الفرنسية البريطانية ضد القذافى فى ليبيا عام 2011.
وبالتالى فان شروط تحقيق انتصار بالنسبة لديل فالى تتعلق بتغيير جذرى لاستراتيجية واشنطن وارسال قوات برية وهو امر يتم النقاش حوله الان ويجب بعد ذلك التوصل لشروط اتفاق براجماتى وفعال مع دول المنطقة وتحديد ما اذا كانت الاولوية هى لاسقاط نظام بشار الاسد او القضاء على داعش .
وفى سؤال اخير حول دلالة سيطرة تنظيم داعش على مطار مدينة سرت فى ليبيا قال الكسندر ديل فالى ان الامر يختلف فى ليبيا فهذه جماعة مستقلة ليس لها علاقة مباشرة مع التنظيم وانما يهدف اطلاق نفس الاسم عليها الى حشد القوات واعطاء الانطباع انها خلافة عابرة للحدود. وقال الان روديه ان هذا الامر يدفع المتطوعين الى التوجه الى نيجيريا / حيث اعلنت جماعة بوكو حرام ولائها لتنظيم داعش / وليبيا اذا فشلوا فى التوجه الى سوريا والعراق. وتابع روديه قائلا السؤال هو اين الحل؟ اولا يجب الاعتراف انه ليس هناك وجود لحل وحيد كما يجب تحديد الاولويات حول الرغبة فى حل الصراع عن طريق جعل بعض الدول توضح موقفها من مكافحة التنظيمات الارهابية وكذلك مكافحة شبكات الجريمة المنظمة التى تساعد الجهاديين فى التهريب والاتجار فى النفط والبشر والمخدرات الخ مما يساعده على ايجاد مصادر للتمويل وهو ما يجعل هذه الحرب طويلة فى رأى الخبراء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *