هل اصبح مقدرا لمصر ان يخوض ابناء فلاحيها وكادحيها حروبها الداخلية والخارجية . ليجنى ثمار الانتصار فى كل معاركها الانتهازيون واصحاب المصالح ؟!
لم يكن قد مرا عام على انتصارنا فى اكتوبر الذى حققته سواعد ودماء الفلاحين حتى اعلن السادات عن قوانين ما اسماه بالانفتاح الاقتصادى الذى فتحت الابواب على مصاريعها لكل اصحاب المصالح ليحصلوا على الثراء السريع قطفا لثمار النصر الذى لم يذق منها الكادحون الذين ضحوا بدمائهم من اجلها سوى الفقر والمرض والتخلف .
واذا كان هؤلاء الكادحون والمهمشون قد احتشدوا خلف السيسى فى ثورة 30 يونيو معلنين فيها رفضهم للارهاب فقد كانوا يحسنون الظن بالرجل الذى رأوا فيه البطل الذى ” يرأف بحالهم ويحنو عليهم ” كما وعدهم قبلها ليرد لهم حقوقهم المغتصبة من ايدى اللصوص والانتهازيين الذين كانوا قد اثروا على حسابهم طيلة السنوات السابقة . ولكن ما يبدو حتى الان ان حالة من التردد قد اعترته لخوض حرب طال انتظارها لرد الحقوق لأصحابها ومكافأة الفقراء على صبرهم . وبدلا من ان يبادر بها تنفيذا لوعود كان قد قطعها على نفسه . متعهدا بتحقيقها . رأينا فيه ميلا واضحا فى الاتجاه المعاكس كما بدا في تصريحاته التى طالب فيها الشعب بالتقشف وشد الاحزمة سدادا لفواتير باهظة تتطلبها عملية التنمية . هكذا القى بالمسئولية مرة اخرى على كاهل الفقراء والكادحين فى مقابل تخفيف الاعباء عن كاهل الاسرياء واصحاب تلال الارصدة بالبنوك . الذين اسرف فى منحهم التسهيلات والمزايا دون ان يطالبهم بشئ مما نهبوه او حصلوا عليه دون وجه حق . هل يعقل –مثلا – ان يكون سعر الغاز فى منازل المواطنين اكبر من سعره لدى اصحاب المصانع . وهل يصح ان تكون اسعار الطاقة فى مشروعات الاثرياء اقل من سعرها فى المشروعات الصغيرة والمتوسطة . الى جانب الكثير من الاجراءات الاخرى التى تدل على انحيازات واضحة الى جانب الكبار على حساب الكادحين والفقراء . الذين اعيتهم الحيل امام ضربات الغلاء الفاحش التى تأخذ برقابهم ؟ ولولا لبقى من حسن النية لدى هؤلاء فى الرئيس السيسى لرأينا منهم حياله موقفا رأيناه مع غيره حين فاض بهم الكيل منه .
يا سيادة الرئيس لا تؤجل معركة اليوم الى الغد فالشعب قد يصبر ولكنه لا يغفر !!