عقد الرئيس عبد الفتاح السيسى قمة مصرية ألمانية بقصر الرئاسة الألمانية مع الرئيس الألمانى يواخيم جاويك، تناولت سبل تطوير العلاقات الثناية بين البلدين فى مختلف المجالات، بالإضافة إلى استعراض التطورات الجارية فى منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها الأزمة السورية والأوضاع فى كل من ليبيا والعراق واليمن وعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ومن جانبه، صرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس الألمانى استهل اللقاء بالترحيب بالرئيس، مؤكداً أن زياته إلى برلين زيارة تاريخية، وتأتى أيضاَ فى لحظة تاريخية، منوهاً إلى أن بلاده انتظرت هذه الزيارة لتستمع إلى الرؤية المصرية إزاء العديد من القضايا.
وأكد الرئيس الألمانى على الدور المحورى الذى تقوم به مصر فى منطقة الشرق الأوسط، كما أعرب عن تطلع بلاده لأن تكون شريكاً لمصر فى دعم الأمن والاستقرار فى المنطقة، فضلاً عن مكافحة الإرهاب وعودة الدول التى تعانى من ويلاته.
وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس أعرب عن سعادته بزيارة برلين للمرة الأولى، منوهاً إلى أن التجربة الألمانية تعد نموذجاً جديراً بالاحترام والدراسة للاقتداء بما يتميز به الشعب الألمانى من جدية والتزام وتفانٍ فى العمل، ومبدياً إعجاب الشعب المصرى بما حققته ألمانيا من نهضة صناعية وطفرة اقتصادية أضحت مثار إعجاب العالم بأسره.
وأشار الرئيس الألمانى إلى أن بلاده تقدر جسامة المهمة التى يضطلع بها الرئيس سواء لتحقيق التقدم الاقتصادى وتلبية متطلبات المواطنين فى كافة مجالات الحياة الأساسية، فضلا عن قيادته لعملية التحول الديمقراطى فى مصر.
وقد شهد اللقاء تبادلاً للرؤى بشأن أحكام الإعدام الأخيرة فى مصر، حيث أكد الرئيس على ضرورة احترام أحكام القضاء المصرى وعدم التدخل فيها أو التعقيب عليها، لاسيما وأننا نسعى إلى إرساء دعائم دولة القانون والمؤسسات.
وأوضح الرئيس أنه يتعين التفريق بين قرارات إحالة أوراق المتهمين إلى فضيلة المفتى والتى لا تعد أحكاما، وإنما تستهدف استطلاع الرأى الشرعى من الناحية الدينية فى العقوبة الخاصة بالاتهام، فضلا عن أن أحكام الجنايات بوجه عام، ومن بينها أحكام إعدام يتم الطعن عليها أمام محكمة النقض، علاوة على أن كل هذه المحاكمات ليست استثنائية وتتم فى المحاكم الطبيعية.
وأضاف الرئيس أن أحكام الإعدام التى وصفها البعض بأنها “جماعية” قد صدر أغلبها غيابياً وتسقط بمجرد مثول المتهمين أمام المحكمة، حيث تعاد محاكمتهم مرة أخرى، كما يتم الطعن عليها من قبل النيابة العامة حتى لو لم يتم الطعن عليها من المتهمين ذاتهم.
وشكر الرئيس الألمانى الرئيس السيسى على هذا الإيضاح، داعياً إلى إقامة حوار بين القانونيين فى البلدين لمزيد من الإيضاح وتبادل الرؤى حول الأنظمة القضائية فى البلدين.
وأكد الرئيس على أن من يتم إلقاء القبض عليهم من بعض الشباب فإنما يعاقبون على قيامهم بإتلاف الممتلكات العامة والخاصة وارتكاب جرائم العنف تحت ستار التظاهر، مؤكداً أن قانون التظاهر المصرى لا يمنع التظاهر وإنما ينظمه للالتزام بقواعد السلمية الضرورية لإقرار النظام والأمن وتوفير المناخ الملائم للسياحة وجذب الاستثمار، مؤكداً أنه لا يتعين التغاضى فى هذه المرحلة عن حاجة الاقتصاد المصرى إلى تعظيم الاستفادة من كافة الموارد المتاحة، ولاسيما من القطاعات الحيوية، ومن ثم فإن مصر بحاجة إلى دعم أصدقائها وشركائها فى هذا الصدد.
وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس أكد على دور مصر فى تصويب الخطاب الدينى فى مواجهة الأفكار المغلوطة التى قد تجتذب البعض، وخاصة من الشباب، منوها إلى دور الأزهر الشريف فى هذا الشأن لنشر قيم الاعتدال والتسامح، وقبول الآخر واعتبار التعدد وسيلة لإثراء الحياة الإنسانية، وهو الأمر الذى أعرب الرئيس الألمانى عن اهتمام بلاده به وتأييد مصر لتحقيقه.
وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس شدد على أن المرحلة الراهنة تشهد تأسيس دولة عصرية ديمقراطية فى مصر، وذلك على الصعيدين الداخلى والخارجى، فمصر تعلى قيمة المواطنة ولا تفرق بين مواطنيها بسبب أى اعتبارات، فضلا عن أنها منفتحة على جميع دول العالم وتدير سياستها الخارجية على أسس من الاحترام المتبادل والتوازن، فلا تدعم علاقاتها مع طرف على حساب أى أطراف أخرى.
وأضاف الرئيس الألمانى أن هناك العديد من مجالات التعاون التى يمكن تعزيزها بين البلدين، وفى مقدمتها مجالات الطاقة والتدريب المهنى، الأمر الذى رحب به الرئيس، مؤكدا على اهتمام مصر بدعم قدراتها فى هذين القطاعين الحيويين.
كما تطرق اللقاء إلى تطورات بعض الأوضاع الإقليمية، لاسيما فيما يتعلق بسبل دفع جهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكذا الأزمة فى ليبيا.
يذكر أن الرئيس الألمانى كان فى مقدمة مستقبلى السيسى عقب وصوله إلى قصر الرئاسة وأجريت له مراسم الاستقبال الرسمية بقصر بلفيو وعزفت الموسيقات العسكرية السلام الوطنى لكل من مصر وألمانيا، واستعرض الرئيسان حرس الشرف الذى اصطف لتحيتهما ثم اصطحب الرئيس الألمانى الرئيس السيسى إلى داخل قصر الرئاسة، حيث دون السيسى عبارات التقدير والتحية لألمانيا حكومة وشعباً فى سجل التشريفات بالقصر متمنياً دوام ازدهار العلاقات بين البلدين.