في الوقت الذي تزداد فيه وعود أمريكا بالقضاء على تنظيم الدولة، يزداد توسع هذا التنظيم ويزداد ترسيخ نفوذه في المنطقة . تشكل مساحة الانبار التي يسيطر عليها التنظيم ثلث مساحة العراق ويسكنها ما يقارب على المليونين نسمة وهي محاذية لسورية من الشمال وللأردن من الغرب وللسعودية من الجنوب ولبغداد من الشرق مما يجعل منها مركزا استراتيجيا هاما وخطيرا . وقد شكل استيلاء تنظيم الدولة على تدمر المدينة السورية الأثرية توسعا جديدا له يمكنه من زيادة نفوذه في الأراضي السورية الى نصف مساحتها الجغرافية تقريبا . يقدر الباحثون عدد سكان المساحة الجغرافية المتواصلة التي يسيطر عليها التنظيم الى الان بعشرة ملايين نسمة وهناك إشارات الى سيطرته على معابر حدودية هامة تتحكم بمرور البضائع ويتقاضى رسوما عليها ويتوقع المراقبون ان يصدر تنظيم الدولة عملة خاصة به قريبا . دعونا نلقي نظرة على هذا الواقع الذي يفرض نفسه ، النفط كما هو معروف للجميع هو محور الصراع في المنطقة ودول العالم المتقدمة التي يعتمد اقتصادها على الصناعة فشلت في إيجاد بديل للطاقة يوفر نفس خصائص النفط وكمياته وتكلفته . في الوقت الذي تدعي أمريكا محاربتها العسكرية ضد التنظيم يزداد دعمه عسكريا وماديا يوما بعد يوم ، تنزل المعونات من الطائرات على تنظيم الدولة والمقرر وصولها الى أطراف النزاع الأخرى بمعجزة الهية كما يدعي أنصار هذا التنظيم وتفشل أمريكا في القضاء على توسع التنظيم وتصر على الاحتفاظ بالمعلومات العسكرية التي تخص الحرب عليه لنفسها فقط . وهذا يضعنا أمام سؤال واحد :- هل هذا التنظيم من صنع أمريكا ويخدم مصالحها في المنطقة ؟ الإجابة على هذا السؤال قد تكون بنعم لأن تنظيم الدولة كما يبدو على الواقع هو الأداة التي يتم بواسطتها اسقاط مخططات أخرى في المنطقة ومنها المخطط التركي المتمثل في الإسلام الوسطي والذي بدأ بالفعل يخترق المنطقة والمخطط الإيراني أيضا . هذا يشبه صناعة فيروس مخبري ضمن مواصفات وبرمجة تضمن القدرة على التحكم به تكون مهمته القضاء على فيروسات أخرى من حوله ثم يتم بعد ان يكمل مهمته إعادة برمجته وإحداث الغايات ألمطلوبة منه . نظرية التحالف مع الشيطان في سبيل المصلحة يمارسها كل من الطرفين أمريكا وتنظيم الدولة فكلّ منهما يرى في الطرف الآخر الشيطان الذي لا بد من التحالف معه للوصول الى غايته .