ما ان اثيرت قضية الفساد والرشوة في اوساط الإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا ) حتي وجد بعض النقاد والإعلاميين عندنا فرصتهم لإثبات براءة مصر من الصفر الذي حصلت عليه في المنافسة التي دخلتها لتنظيم كأس العالم في افريقيا عام 2010 . وتصوير الأمر علي ان الفشل الذي لقيناه كان بسبب رفضنا الإستجابة لطلب بعض اعضاء الفيفا الحصول علي رشاوي مقابل الموافقة علي حصول مصر لهذا الشرف .وهو ما يعني في نظر هؤلاء ان حصولنا علي هذا الصفر كان نتيجة لتمسكنا بمبادئ الشرف والأخلاق وليس بسبب تقصير الدولة في تقديم الإمكانيات اللازمة لتنظيم البطولة . وفشلها في توفير الظروف المناسبة لإقامة دورة ناجحة .
وقد ذهب البعض الي حد المطالبة باللجوء الي القضاء الدولي لطلب تعويض من الفيفا بسبب تلك الإهانة التي الحقها بمصر والأضرار التي لحقت بمكانتها وسمعتها الدولية في كل الأوساط لرفض الفيفا منحها حق تنظيم البطولة رغم توفيرها كل الإمكانيات اللازمة لإقامة دورة ناجحة بالمقاييس الدولية . ونحمد الله ان أحدا من السؤليين عندنا لم ينجر وراء مثل تلك الإقتراحات والمطالب التي كان من الممكن ان يكون نتيجتها (مرمطة) في كل الأوساط الدولية والإضرار بسمعتها في كل المحافل . حيث كان الفيفا سيلجأ بالضرورة للدفاع عن نفسه مطالباً بفتح ملفات الفساد في مصر ليثبت أن كبار المسؤليين في حكومتها هم من رؤس الفساد وإن معدلات الفساد بها تضعها في مقدمة الدول الراعية له . ومن غير المعقول لدولة كهذه ان ترفض – اذا ماعرض عليها – دفع رشاوي للحصول علي حق تنظيم البطولة . خاصة وان كل المسؤلين الذين كانوا يتصدرون المشهد فيها انذاك قد جري تقديمهم للمحاكمة بتهم تتعلق بالرشوة والفساد .
لم يكن من المجدي إذن ارجاع الفشل الي اسباب تتعلق بفساد الفيفا . إلتماساً للبراءة . وهروباً من تهمة التقصير . بينما الأمر كان يتعلق فعلا بفشل المسؤلين في إقناع اللجنة المنظمة بتوفير الإمكانيات لدينا لتنظيم البطولة . فلا يوجد في مصر شوارع ولا منشأت ولا مرور ولا حتي دورات مياه صالحة يمكن أن تقنع أحداً بحقنا في التنيظم .. نحن إذن نستحق الصفر وليس هناك داعٍ لفتح الجراح بعد ان كادت تندمل .!!