تتعامل السلطات القضائية الأميركية مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) كما هو الحال مع المافيا لجمع كل قطع اللغز، ومن أسفل الهرم إلى القمة يعد أبناء “العم سام” بإسقاط جميع الرؤوس كأحجار الدومينو، ويمكن استخدام مصطلح “كرة الثلج” على ما يشهده عالم كرة القدم من أحداث متسارعة جداً جعلت “الرؤوس الكبيرة” قريبة جداً من المقصلة، بعد أن توسّع التحقيق في اتهامات الفساد ليصل إلى أستراليا.
من خلال قراءة لائحة الاتهامات، يتضح أن الرؤوس الكبرى مستهدفة”، فبعد الكشف عن لائحة اتهامية من 165 صفحة، كانت لهجة وزيرة العدل لوريتا لينش حازمة: “لسنا سوى في البدايات”.
ويؤكد القضاء الأميركي أن لديه رؤية تفصيلية عمّا كان يحصل في “فيفا”، ويشجع أولئك الذين لم تتم الإشارة إليهم مباشرة “بتعاون أفضل وإلا سيأتي دورهم قريباً” – وفقاً لما نقلته صحيفة الحياة اللندنية-.
داخل أسوار “فيفا” سمي بلاتر “دون مافيا” لغروره وقبضته الحديد في 17 عاماً داخل أسوار معقل زيوريخ، مستخدماً أساليب طبق الأصل عن “العرّاب” بحسب العضو السابق للجنة الحوكمة الدولية في “فيفا” ألكسندرا وراج.
مع التحقيق الأميركي اعترف أعضاء سابقون في “فيفا” بالتهم الموجهة إليهم، وأبرزهم ابن البلد تشاك بليزر، الذي تقاضى الملايين كرشاوى طيلة ربع قرن من الزمن، وتعامل مع القضاء لإسقاط زملائه في الفساد بالضربة القاضية.
ويرى أستاذ القانون في جامعة ريتشموند (فيرجينيا) آندي سبالدينغ: «كل أحجار الدومينو ستتساقط بسرعة”.
وأضاف خبير الفساد الدولي “الآن وقد أقر البعض بذنبه ويتعاون مع القضاء، يبدو محتماً أن يكون بلاتر بدوره مشاركاً”.
يبقى معرفة ما إذا كان بلاتر مستعداً للتعاون أو سيواجه الاتهامات، خصوصاً الملايين الـ10 التي حوّلها يده اليمنى الفرنسي جيروم فالك، ووصل معظمها في نهاية المطاف إلى جيب وارنر على شكل رشوة مبطنة لأجل التصويت لاستضافة جنوب أفريقيا مونديال 2010.
ينتظر الخبراء قريباً صدور مضبطة اتهامية موسّعة تتضمن اسم جوزيف بلاتر.
لا شك بأن الرئيس المستقيل يمكنه تقديم معلومات جوهرية حول ما يعرفه عن الشركات التي دفعت رشاوى، من كان يتلقاها وما هي الأصوات التي تم بيعها على مر التاريخ الحديث لشراء كؤوس العالم.
بحسب سبالدينغ “إذا تعاون بلاتر سيسقط كل شيء، ستنهار كل أحجار الدومينو”.
ويبدو أن الارتكاز الأساسي للقضاء الأميركي كان على تشاك بلايزر، عضو اللجنة التنفيذية السابق في الاتحاد الدولي، الذي لعب دور “المخبر” وكشف المستور الذي يطاوله شخصياً أيضاً، بعدما اعترف بأنه تقاضى إلى جانب أعضاء آخرين في “فيفا”، رشوة لمونديالي 1998 و2010 بحسب محضر الاستماع الذي نشر.