أخبار عاجلة

هل تشهد العلاقات التركية-الاسرائيلية تحسنا بعد سقوط “العدالة والتنمية “في الانتخابات ؟

لم تتوان إسرائيل عن التعبير عن سعادتها بنتائج الانتخابات البرلمانية في تركيا التي اعتبرتها “سقطة مدوية ” للرئيس التركي رجيب طيب أردوغان لتتصدر انتخابات ونتخائجها عناوين صخف ووسائل الاعلام الاسرائيلية التي اجمعت فيما بينها على ان النتائج “صفعة” لاردوغان وطموحاته بالتحول الى سلطان في تركيا الحديثة.
كما رأت وسائل الإعلام، التي اعتمدت على مصادر سياسية رفيعة في تل أبيب، أن نتائج الانتخابات ستلجم طموحات أردوغان الدوليّة والإقليميّة، وستضطره إلى تحسين العلاقات مع إسرائيل.
وأوضحت أن “التوليفة الجديدة، التي سيضطر لإقامتها لن تسمح له بمُواصلة التحريض على إسرائيل وإطلاق التصريحات المُعادية للساميّة، كما قال المُحلل بن درور يميني، في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصادرة الاثنين، الذي لم يخف في الوقت ذاته قلقه من أن تتسبب الهزيمة التي مُني بها أردوغان في ان تجعله أكثر تشددا وتدفعه إلى اتخاذ قرارات مناهضة لإسرائيل”.
كما نقلت الصحيفة عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إنّ نتائج الانتخابات ستُجبر الرئيس التركيّ على تغيير سياساته الخارجيّة، لافتةً إلى أنّه لم يُهدر أيّ فرصة لمُهاجمة إسرائيل واليهود.
ونسبت لمصادر رفيعة في الخارجيّة الإسرائيليّة قولها إنّ الضربة التي تلقاها أردوغان ستؤدّي حتمًا إلى تحسين العلاقات بين تل أبيب وأنقرة.
ولفتت المصادر ذاتها إلى أنّ الحزب الليبرالي-الديمقراطيّ كان شريكًا في الهجوم على أردوغان بسبب سياسته تجاه إسرائيل، وأنّ أقطاب الحزب التركيّ كانوا وما زالوا يؤيّدون توثيق العلاقات مع إسرائيل ضدّ إيران.
وقالت المصادر أيضًا إنّ نتائج الانتخابات ستُلزم أردوغان بتغيير سياسته إزّاء إسرائيل، وهذا التغيير قد يكون بعيد المدى في حال تعيين وزير الخارجيّة الجديد من حزب آخر، وليس من حزب العدالة والتنمية، على حدّ تعبيرها.
ونقلت الصحيفة عن خبراء في المجال الدبلوماسيّ الإسرائيليّ عن شعورهم بأنّ التغيير في السياسة الخارجيّة التركيّة قد يُنهي النزاع القائم بين تل أبيب وأنقرة، والذي اندلع بعد اعتراض أسطول الحريّة في الـ31 من شهر (أيّار (مايو) من العام 2010، ولكنّ المصادر عينها عبّرت عن خشيتها أنّه بسبب ضعف أردوغان من شأنه أنْ يزيد العداء لإسرائيل ومُواصلة التحريض ضدّها.
من ناحيته، رأى مُحلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة (هآرتس) تسفي بارئيل، أنّ حلم أردوغان بالحصول على 330 مقعدًا، الأمر الذي يسمح له بتغيير الدستور بشكلٍ يسمح له صلاحيات عملياتيّة واسعة قد تحطّم.
ولفت إلى أنّ هذا الفشل هو ليس فشل حزب العدالة والتنمية، إنمّا هذا هو فشل شخصيّ لأردوغان، الذي خاض الانتخابات على منح الثقة المطلقة له من الشعب التركيّ، كما أن النتائج أفشلت أحلام أردوغان لانتهاج السياسة الداخليّة والخارجيّة كما يُريد. وقال المُحلل أيضًا إنّه للمرّة الأولى يُدّمر الاعتقاد بأنّه لا يُمكن الانتصار على حزب العدالة والتنمية، وكذلك فإنّ أردوغان بعد هذه الانتخابات لن يكون الرجل الذي لا يُقهر، والزعيم الأبديّ، على حدّ تعبير د. بارئيل.
علاوة على ذلك، رأى المُحلل أنّ التصويت للحزب المؤيّد للأكراد كان عبارة عن تصويت ضدّ أردوغان. ولاحظ د. بارئيل أنّ نتائج الانتخابات التي حجرت أمس الأحد، ستُحوّل الرئيس التركيّ من رئيس قادر على فعل كلّ شيء إلى زعيمٍ يُناضل من أجل الحفاظ على البنية السياسيّة التي أقامها، ولفت إلى أنّ الصعوبة الأولى التي سيُواجهها أردوغان تتمثل في كيفية تشكيل الحكومة التركيّة القادمة، والتي ستؤلّف من دون أنْ تكون عرضةً لتهديدات حجب الثقة عنها بشكلٍ كبيرٍ، حسبما ذكر.
وبرأي المُحلل الإسرائيليّ، فإنّ السيناريو الأسوأ الذي قد يخرج إلى حيّز التنفيذ هو العودة إلى الائتلافات التي كانت قبل العام 2002، وهذه الائتلافات التي لم تتمكّن من فعل أيّ شيء، وسببت في عدم الاستقرار السياسيّ في تركيّا. وقال أيضًا إنّ عدم الاستقرار السياسيّ سيجر تركيّا إلى واقعٍ اقتصاديّ صعبٍ للغاية، بل إلى هاوية اقتصاديّة، ووقف الاستثمارات، وتنامي البطالة. والسؤال الذي يطرح نفسه، بحسب المُحلل الإسرائيليّ، هل سيتمكّن الائتلاف الجديد من الترفع عن الخلافات الداخليّة من أجل صدّ وصول تركيّا إلى الهاوية، أمْ أنّ الفترة الذهبيّة التركيّة انتهت الأحد؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *