قال الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر، اليوم الاربعاء، إن من يهاجمون الكنائس ودور العبادة “ارهابيون”، مشيرا الى انهم لا يمثلون المسلميين في مصر.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده شيخ الازهر مع كبير اساقفة كانتربري، خلال زيارته للندن، التي وصلها يوم امس.
واتفق الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب خلال اجتماعه مع كبير اساقفة كانتربري، جستن ويلبي، في لندن اليوم الاربعاء على بناء جسور السلام بين المجتمعات الانسانية.
وخلال اللقاء الذي عقده الامام الاكبر مع كبير اساقفة كانتربري، اتفق الطرفان على اهمية مواصلة الحوار في ظل التحديات الى تواجه العالم حالياً، ووجود العديد من اعمال العنف والارهاب التي ترتكب باسم الدين.
وعبر الجانبان فى بيان صدر عنهما عن تصميمهما على مواصلة العمل لبناء جسور السلام بين جميع أبناء الانسانية من خلال اظهار ان الدين يعلم أهمية الاخاء و الحب و العدل والرحمة والسلام بين جميع الشعوب من أجل تعزيز التفاهم المتبادل, اضافة الى استمرار المحاولات الثنائية لمواجهة الارهاب والتطرف. كما عبر شيخ الازهر وكبير اساقفة كانتربري عن التزامهما بالترويج للسلام الاجتماعي والتنمية من اجل القضاء على الفقر والجهل والمرض.
واعلن الطرفان التزامهما بمواصلة الحوار المشترك وعقد جلسة اخرى في القاهرة في ديسمبر القادم،وشدد الطيب على ان الازهر دائما ما يجعل الحوار هدفا اساسيا له للوصول الى السلام والسلم الاجتماعي في العالم، مشيرا الى ان القرآن يساوي بين الناس يدعو للتسامح والرحمة.
واكد الطيب على ان هناك افكارا غير متطابقة عن الواقع في مصر فيما يتعلق بالعلاقة بين المسلمين والأقباط، مشيرا الى ان المسلمين والمسيحيين في مصر يعيشون معا منذ 14 قرنا في سلام، مؤكدا على ان التاريخ لم يسجل ابدا مواجهة مسلحة بين الطرفين.
وقال شيخ الازهر إن هناك بعض التوترات، ولكنها توترات تحدث في اطار النظام الاجتماعي من خلال بعض النزاعات على الاراضي الزراعية او علاقات زواج بين رجال ونساء وهي امور تحدث بين المسلمين انفسهم وبين المسيحيين ايضا، مضيفا ان الاعلام يقوم بتهويل الامور وتصويرها على انها نزاع بين المسلمين والمسيحيين ويلبسها عباءة النزاع الديني.
واشار الامام الاكبر الى ان هناك اشخاص يهاجمون دور العبادة والكنائس، مؤكدا على انهم لا يمثلون المسلمين المصريين ووصفهم “بالارهابيون”.
وضرب شيخ الازهر بالتفجير الاخير الذي وقع في احد المساجد في السعودية، و بالنزاع القائم في العراق وفي سوريا وهي كلها ليست نزاعات بين مسلمين ومسيحيين، بل انها بين مسلمين بعضهم ببعض.
وطالب الدكتور احمد الطيب القوى الكبرى في العالم ورجال الدين بالتعاون مع بعضهم البعض لدحر التنظيمات الارهابية، ومن بينها تنظيم داعش، قائلا “اليوم يوجد في الشرق الاوسط، وغدا ربما في مكان آخر في العالم”.
واعرب الامام الاكبر عن اعتقاده بان معظم المشاكل التي يعاني منها العالم والحضارة الحديثة، بسبب ابتعادهم عن الدين، مشيرا الى انه يشهد معاناة للانسان في كل انحاء العالم رغم التقدم العلمي والتكنولوجي، مضيفا انه حان الوقت للحضارة الإنسانية الحديثة ان تلجأ للسماء مرة اخرى، وهو ما اتفق معه كبير اساقفة كانتربري.
يذكر ان الامام الاكبر قد وصل لندن امس الثلاثاء، في زيارة تستغرق يومين، يلتقي خلالها مع ولي عهد المملكة المتحد، الأمير تشارلز، اضافة الى كلمة سيلقيها في مجلس اللوردات يوم غد الخميس.