منذ ان لاح شهر رمضان فى الافق واقتربت ايامه من الدخول . ونحن لم نتوقف يوميا عن مطالعة اخبار صحفية واعلامية تزف لنا بشائر الخير القادم على ايدى الحكومة . هناك الاف من رؤس الماشية التى سيتم توزيعها على الاسر الفقيرة .فى ارياف الصعيد والالاف من شنط رمضان التى يجرى اعدادها الان لمنحها للمعوزين . ثم يطل علينا وزير التموين ليزف لنا البشرى بزيادة دعم البطاقات التموينية بسبعة جنيهات فى هذا الشهر الفضيل . ولم تدع القوات المسلحة الفرصة تفلت من يدها هى الاخرى لتدخل المزاد معلنة عن عشرات الالاف من شنط رمضان التى تستعد بها لأستقبال الشهر الفضيل . والسؤال الذى يفرضه هذا النشاط الخيرى المحموم الذى نشهده هذة الايام من كافة الاجهزة الحكومية استعدادا لشهر رمضان . هل هذا هو دور الحكومة بمختلف اجهزتها ام انه دور الجمعيات والهيئات الخيرية ؟ ام ان الحكومة تنازلت عن هذا الدور فى اقامة المشروعات التنموية التى تقضى بها على البطالة وتحاصر الفقر . لتستبدله ببعض الاعمال الخيرية بهدف اعانة الفقراء على فقرهم لمدة شهر واحد ثم تتركهم بقيت العام لفقرهم الذى اعتاد عليهم واعتادوا عليه !!
لماذا لم تدع الحكومة هذا النشاط الخيرى للجمعيات ورجال الاعمال والموسرين وتتفرغ هى لفتح المجال لأعمال التنمية واقامة المشروعات التى تعين الفقراء على مغالبة الفقر ؟!
الغريب ان هذه الحكومة والحكومات التى سبقتها كانت قد اعتادت فى السنوات الخوالى على تحذير المواطنين من التجاوب مع مثل هذا النشاط الذى كانت تقوم به جماعة الاخوان المسلمين وبعض الجماعات السلفية واعتبرته نوعا من التزلف والتملق تقربا للناس بقصد حصد اصواتهم فى الانتخابات وليس تقربا لله . فهل اصبحت هذه الاعمال ا لخيرية تقربا الى الله اذا قامت به الحكومة ونوعا من التزلف والنفاق اذا قام به غيرها ؟سؤال نوجهه لأصحاب الفتاوى بالازهر وان كنا نعلم مسبقا اجابتهم عليه !!