يبدأ وزير الخارجية الفرنسى، لوران فابيوس، غدا السبت، زيارة للقاهرة لإجراء مباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، ووزير الخارجية سامح شكرى، والأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربى، وممثلين عن اللجنة المعنية بعملية السلام فى جامعة الدول العربية.
تأتى زيارة وزير الخارجية الفرنسى فى إطار جولته الرابعة فى منطقة الشرق الأوسط منذ عام 2012، وتشمل مصر والأردن وفلسطين وإسرائيل، وذلك على مدى يومين فى محاولة جديدة من فرنسا لدفع عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، وإقناع الأطراف المختلفة بالحاجة الملحة لإحياء المفاوضات المتوقفة منذ أكثر من عام تحت مظلة دولية، ووفقًا لجدول زمنى محدد، وفى ظل التهديدات المتنامية التى تحدق بالمنطقة.
وتسعى فرنسا لتكثيف جهودها الدبلوماسية لتحريك مفاوضات السلام مجددًا بعد فشل وساطة وزير الخارجية الأمريكية، جون كيرى فى الربيع الماضى، وانطلاقًا من قناعاتها بأن الصراع الفلسطينى الإسرائيلي لا يمكن عزله عن الأوضاع الدولية الراهنة، وله تداعيات مباشرة وغير مباشرة، فانخراط جماعات متطرفة مثل “داعش” فى هذا النزاع يتسبب فى انفجار الأوضاع فى المنطقة.
وتأتى المبادرة الفرنسية الجديدة فى ظل ترؤس بنيامين نتانياهو منذ مايو الماضى لأكثر الحكومات اليمينية فى تاريخ اسرائيل وقياداته لائتلاف حكومى هش بأغلبية 61 من أصل 120 نائبًا فى الكنيست، فضلًا عن استمرار بناء المستوطنات، الأمر الذى أدى إلى تعثر المفاوضات.
كانت السلطة الفلسطينية فشلت فى ديسمبر الماضى فى تمرير مشروع قرار أمام مجلس الأمن الدولى، مدعوما من 8 دول منها فرنسا ينص على ضرورة إيجاد حل سلمى عادل ودائم وشامل لنزاع الفلسطينى الاسرائيلى خلال 12 شهرا، وتحديد نهاية عام 2017 كسقف زمنى لإنهاء الاحتلال.
ويدعو المشروع إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة فى حدود عام 67 تكون القدس الشرقية عاصمتها، وكذلك إلى وضع ترتيبات أمنية تشمل تواجد طرف ثالث.
وصرح مصدر دبلوماسى فرنسى اليوم الجمعة، بأن فرنسا من خلال جولة لوران فابيوس فى المنطقة تريد مواصلة التزامها بدفع عملية السلام، مؤكدًا أنه لا يمكن الاستسلام لحالة الجمود الحالية، قائلًا: “رأينا منذ عام فى شهر يوليو إلى أى مدى هذا التعثر يمكن أن يؤدى إلى توتر وأعمال عنف”.
ومن المقرر أن يلتقى فابيوس فى الأردن نظيره ناصر جودة ثم يستقبله الملك عبد الله الثانى، وأخيرًا سيلتقى الرئيس الفلسطينى، محمود عبّاس فى رام الله، بالإضافة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو فى القدس.