أدان مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية العمليات الإرهابية، التى شنها تنظيم “داعش” الإرهابى، اليوم الجمعة، على الكويت وتونس والصومال وفرنسا، ففى الكويت فجر التنظيم مسجد الصادق، الشيعى، خلال صلاة الجمعة، ما أدى لوقوع قتلى ومصابين.
وفى تونس، استهدف التنظيم فندقا فى مدينة سوسة، بأحد الانتحاريين، ما أدى إلى وقوع قتلى ومصابين، وفى فرنسا هاجم التنظيم الإرهابى مصنعا للغاز بفرنسا، وتم العثور على “رأس مقطوعة”.
وفى الصومال بلغ عدد الضحايا 30 قتيلا فى هجوم، لجماعة الشباب على قاعدة عسكرية، جنوب الصومال.
وأكد المرصد أن التنظيم يعمل وفق إستراتيجية تقوم على عدة مستويات، المستوى الأول فيها يتعلق بالمناطق، التى تقع تحت سيطرة التنظيم، التى يسعى خلالها التنظيم إلى فرض سيطرته الكاملة، وبث الرعب فى نفوس الناس من التعدى أو الخروج على التنظيم، وفق ما يسمى: “مناطق إدارة التوحش”، التى تشهد عمليات إجرامية بشعة، تصيب النفوس بالفزع على غرار ما قام به التنظيم من تفجير لأفراد، وإغراق آخرين، حيث يتفنن التنظيم فى أسلوب وطريقة القتل، لتكون أكثر تأثيرًا فى النفوس، وأكثر بثًا للرعب، والخوف من التنظيم.
مضيفا أن المستوى الآخر، الذى يعمل وفقه التنظيم هو “شوكة النكاية والإنهاك”، فوفق ما جاء بكتب “إدارة التوحش”، يقوم التنظيم بعمليات نوعية فى عمق الدول، التى لم يدخلها التنظيم، التى تستهدف إنهاكه، وتشتيت جهوده، ونشر الفوضى وإضعاف قوى الأمن فيه، وزرع الفتنة والشقاق داخله، تمهيدًا لدخول التنظيم إليه، واحتلال أجزاء منه، ثم تأتى مرحلة تجنيد الشباب والمقاتلين الناقمين على تلك الدول وسياساتها الداخلية، وهو ما يتسق تمامًا مع قيام التنظيم باستهداف مساجد الشيعة فى دول الخليج العربى، ودعوة زعيم التنظيم الإرهابى أبوبكر البغدادى، أنصاره لقتل “الشيعة” فى أى مكان بحجة أنهم كفار، على حد زعمه، واستهداف المناطق السياحية فى تونس، وهو الأمر الذى يضرب مورد السياحة فى البلاد، ويُسهم فى إضعاف الدولة، وقدرتها على التصدى للتنظيم، وعملياته الإرهابية.
ونبه المرصد إلى أن التنظيم يحاول تصوير الأمر، وكأنه شبيه بغزوات المسلمين فى رمضان فى التاريخ الإسلامى، وذلك حسبما أكد أبومحمد العدنانى، المتحدث باسم التنظيم، مساء الثلاثاء الماضى فى كلمته، التى دعا فيها عناصر التنظيم فى العالم، لتنفيذ عمليات إرهابية فى شهر رمضان، على غرار الغزوات النبوية، وهو ما يؤكد استمرار تزييف التنظيم الإرهابى للتاريخ الإسلامى، وغزوات النبى صلى الله عليه وسلم، وكأن قتل المسلمين، وتفجير المساجد، وترويع الآمنين، هو استكمال لغزوات النبى صلى الله عليه وسلم، وسير على درب النبوة، وهو أمر مخالف جملة وتفصيلا للتاريخ الإسلامى، وغزوات النبى وصحابته الكرام، التى لم تكن يوما اعتداء على أحد، ومن أجل تحقيق مكاسب سياسية أو دنيوية، وإنما كانت لإقامة العدل، وحفظ الأنفس، وضمان حرية الإنسان وكرامته.
وشدد المرصد على أن خطاب التنظيم فيما يخص غزوات النبى صلى الله عليه وسلم، يتفق تماما مع خطاب التيار اليمينى المتطرف فى الغرب، الذى يعمل ليل نهار على تشويه الإسلام والمسلمين، وهو ما يقوم به تنظيم داعش الإرهابى المتطرف، الذى شوه الإسلام وصورته أضعاف ما فعل غيره، سواء من المسلمين أو غير المسلمين.
وأوضح المرصد أن التنظيم مستمر فى تعديه على حرمات الله من قتل للآمنين، وتفجير لبيوت الله، التى يقصدها المصلون، حيث قام اليوم انتحارى تابع للتنظيم بتفجير نفسه وسط المصلين، بأحد مساجد الكويت، حيث استغل التنظيم وقوف المصلين بين يدى الله، للهجوم عليهم وقتلهم بخسة لا تخرج إلى من خوارج هذا العصر، فهو تنظيم يعمل وفق أيديولوجية خاصة تبيح له كل شىء فى سبيل تحقيق غايته وإقامة سلطانه، دون أى مراعاة لحرمة الدماء أو الشهر الكريم.
وحذر المرصد من التعاطى مع ورقة “الطائفية”، التى يسعى التنظيم إلى زرعها، واللعب بها لضرب وحدة واستقرار دول الخليج العربى، مؤكدًا أهمية التماسك والترابط الاجتماعى، وتمتين وتقوية الجبهة الداخلية، لصد الأخطار، ومواجهة عمليات التنظيم الإجرامية فى حق شعوب المنطقة العربية والإسلامية.
وأكد المرصد أهمية التركيز على مواجهة تنظيم “داعش” فى المناطق التى يسيطر عليها، وعدم تشتيت جهود الأمن وإنهاكها فى بؤر هنا وهناك، مؤكدًا أن تلك العمليات، تهدف أيضًا إلى إلهاء الدول فى مشكلاتها الداخلية وشغلها عن مواجهة التنظيم فى مناطق سيطرته.
وطالب مرصد الإفتاء الشعوب العربية والإسلامية أن يقفوا صفًا واحدًا فى مواجهة الجماعات الإرهابية المتطرفة، وألا ينجروا وراء دعاة الفتنة، الذين يبثون الكراهية بين أبناء الوطن والدين الواحد.