الوزير القوي الناجح هو الذي يترك بصمة واضحة وأثراً بالغاً في وزارته.. والشركات التابعة له.. ويظل الناس يتذكرون أعماله وإنجازاته بعد خروجه من الوزارة.. ويترحمون علي أيامه.. فالأعمال المفيدة البناءة تظل خالدة وتبقي شاهداً علي نجاح أصحابها.
وأيضاً رؤساء الشركات والمؤسسات والهيئات.. فالناس دائما تتذكر كل من أسس كياناً قوياً أو قام بأعمال تطوير تنهض بالعمل وتخدم الناس وتدعم الاقتصاد.
والعكس أيضاً.. الناس تلعن الضعفاء أو اللصوص والكسالي الذين تولوا مواقع هامة أفسدوا فيها أو أهملوها.. فتدهورت وتهاوت.
وما يحدث في مطار القاهرة حالياً.. من إهمال وسوء صيانة.. يثير غضب واستياء المسافرين والعائدين.. وحتي العاملين أنفسهم بالقطاعات والأجهزة العاملة داخل مباني وصالات المطار.
أنا شخصياً أدرك الجهود التي يبذلها وزير الطيران المدني المستنير الكابتن طيار حسام كمال.. لإقامة مشروعات جديدة في منظومة الطيران والمطارات.. ولكن ما يراه الركاب والمسافرون والعائدون ينسف جهود الوزير.. لأن القائمين علي المطار وبعض الشركات لا يؤدون مهامهم بل عاجزون عن تطوير الاداء.. ومنهم من يتفرغ لحصد المزايا والأموال وتحقيق المنافع الشخصية دون الاهتمام بتطوير العمل والأداء.
لقد حذرت مراراً.. من سوء صيانة مرافق المطار.. خاصة ما يتعلق بالخدمات المباشرة التي تقدم للسائحين والركاب.
هل يعقل أن يصاب السائح أو الراكب بحالة “قرف” عندما يدخل بعض دورات مياه مطار القاهرة.. لأن بعض صنابير المياه مفككة.. أو ماكينات “تنشيف الأيدي” معطلة.
هل يعقل أن يكون مطار القاهرة.. هو المطار الأوحد في العالم.. الذي تجد فيه “عامل” قوي البنيان كل مهمته أن يقدم للراكب ورقة “تواليت” حتي يتقاضي البقشيش!!
أقولها للوزير المحترم حسام كمال أن بعض المسئولين عن المطار وبعض الشركات يحتاجون لموقف حاسم منك شخصياً.. لأن التراخي يؤدي للمزيد من الاهمال وسوء الصيانة وإهدار المال العام.
أقولها صراحة.. الكل يتذكر ما فعله الفريق أحمد شفيق من إنجازات ونقلة نوعية في منظومة الطيران المدني ومنشآت المطارات التي تتعرض حاليا لإهمال وسوء صيانة.. أنه بالفعل ترك بصمة كبيرة.
العاملون يتذكرون المرحوم اللواء مهندس محمد فهيم ريان الذي بذل جهوداً جبارة ضخمة لتطوير مصر للطيران.. وتحسين مستوي العاملين بها.. كما يتذكرون بكل الخير الاعمال البناءة للواء عبدالفتاح كاطو والمهندس إبراهيم مناع واللواء علي زيكو واللواء مصطفي محمدي لتطوير منظومة الطيران المدني.. وأيضاً اللواء حسن محمد الذي لعب دوراً كبيراً في تطوير الخدمات بمطار القاهرة وتحسين أداء ومستوي العاملين وتعظيم العائد المالي لهم.. فهناك شخصيات لعبت دوراً إيجابيا لتطوير الطيران المدني والمطارات ولكن هل ننسف جهود هؤلاء وما بنوه وشيدوه بأفكارهم المستنيرة وسواعد العاملين المخلصين.. بسبب الإهمال الذي تتعرض له منشآت مطارنا الدولي؟!
أقولها بكل صراحة للوزير حسام كمال.. كن أكثر حسماً وحزماً حتي لا يفلت منك الزمام خاصة أن هناك من يتربص بك.. ومن يشتاق لمنصبك.
الثواب والعقاب مطلوب.. واعلم أن من يحاول كسب كل الناس.. يخسر كل الناس.