في ذكرى مرور عامين على ثورة 30 يونية كتبت مقالا بهذه المناسبة الا ان جريمة آثمة وقعت راح ضحيتها المستشار هشام بركات النائب العام والتي اكدت انه آن الآوان للضرب بيد من حديد على مصادر الارهاب واعدت قراءة المقال واكتشفت انه يكشف حقيقة من يقف وراء الارهاب واليكم المقال الذي اهديه الى روح النائب العام شهيد مصر
” في عام 2011 كنا في حاجة ملحة لقيام الثورة بعد ان وصل نظام مبارك الى درجة من الضعف والفساد وفقد مقومات استمرارة بعد تزاوج المال بالسلطة من خلال سيطرة رجال الاموال على السياسة ورأت الولايات المتحدة في مصر انها فقدت احد اهم حلفائها بالمنطقة أو بالآحرى لم تعد ترى فيه نظاما قويا يرعى مصالحها ويحافظ على نفوذها واستغلت امريكا الموقف واستثمرته لصالحها وبدون تدخل مباشر منها حدث ما حدث وقامت الثورة وانهار نظام مبارك الذي استمر 30 عاما
من هنا يمكن القول ان امريكا استغلت حاجة الشعوب للتغيير وعندما حدث هذا التغيير لم يكن يشغل الولايات المتحدة غير وجود نظام يحرس مصالحها أما مصالح الشعب المصري ومستقبله امر لا يعني الامريكيون وعليه لابد ان نفرق بين ارادة الجماهير في التغيير وبين ما تريده واشنطن من مصر والمنطقة بشكل عام ؟!
وحتى تتضح الصورة لابد ان نعود بالتاريخ الى الوراء قليلا عندما قادت الولايات المتحدة ما اسمته التحالف الدولي لتحرير الكويت في عام 1991 بعد اشهر قليلة من غزو العراق لها في اغسطس 1990 وفي 2003 عام تحججت امريكا باكذوبة امتلاك الرئيس العراقي صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل وغزت بغداد واسقطت نظام صدام ونلاحظ انها دفعت غاليا من دماء جنودها حتى ولودفع العرب فواتير الحرب !!
ومن هنا جاءت كونداليزا رايس وأهدت الإدارة الامريكية نظرية الفوضى الخلاقة او مايسى FORTH GENERATION WARFARE او الجيل الرابع من الحروب التي تعني تصدير الحرب من الداخل دون تحريك عسكري او معدة في الجيوش الامريكية ووجدوا ان النتيجة واحدة بل افضل من الحرب المباشرة انها فكرة مستوحاة من العاب ( البلاي ستيشن ) وتستهدف توظيف الشعوب في عملية الصراع السياسي وللآسف نحن العرب صدقنا الفكرة لانها قدمت لنا في توقيت ( ذكي ) يتفق ورغبة الشعوب في التغيير ووقعنا في الشرك المسمى الربيع العربي بدءا من تونس مرورا بمصر ووصولا الى ليبيا وسوريا واليمن وكان العراق المقسم بعد صدام نقطة انطلاق عناصر الارهاب مثل داعش التي اتجهت الى سوريا كما وجدت في ليبيا بيئة خصبة لتمددها شرقا الى مصر وغربا الى تونس لكن اللافت للنظر ان ثورة 30 يونية انقذت مصر من خطر داعش بالرغم من موجه الارهاب التي ظهرت بعد سقوط حكم الاخوان وكان منطلقها سيناء ونؤكد هنا على موقف الجيش المصري القوي الذي كان السبب في افشال مخططات داخلية وخارجية لتحويل مصر الى النموذج السوري او الليبي او اليمني !!
ومن الظواهر الغريبة اليوم في عالمنا العربي محاولة زرع الفتنة بين السنة والشيعة فمن المعروف ان الخلاف بين المذهبين موجود من مئات السنين وهو خلاف في الفروع وليس في الأصول وكان الأزهر الشريف المقرب بين الشيعة واهل السنة والسؤال لماذا الآن يحاول البعض تسييس هذا الخلاف وابرازة ؟ كما لو كان الشيعة هم اعداء العرب والتغاضي عن هؤلاء الذين يزرعون الفتن الذين يرتزقون من الولايات المتحدة والغرب و يستخدمون كاداة في ايديهم ومن هؤلاء اتباع داعش الذين يحسبون على الاسلام ولم يكن انفجار مسجد النواصر بالكويت اثناء صلاة الجمعة وفي شهر رمضان إلا اكبر دليل على صحة ما تقدم والقول نفسه ينطبق على حادث اطلاق النار على السياح في احد منتجعات مدينة سوسة التونسية وتأتي هذه الظاهرة مع تنامي اطماع اقليمية لكل من ايران باعتبارها ناشرة التشيع في المطقة وتركيا باعتبارها داعمة وراعية التنظيم الدولي للاخوان .”