أخبار عاجلة

إبراهيم الصياد يكتب.. “ليس بالأمن وحده نواجه الإرهاب..!!”

أرى أن هناك  منحى خطير ننزلق له دون ان ندري يطول أمد المعركة ضد الإرهاب يتمثل في الترويج لمفردات داعشية في خطابنا الديني وأحيانا عبر وسائل الاعلام – سواء بقصد او بدون – ما يؤدي بالتبعية الى تكريس عناصر استقبال الفكر المتطرف واعتقد انه آن الآوان لكي نعيد النظر فيمن يجب ان يعتلي المنابر ويخاطب البسطاء من الناس ومن يتحمل مسئولية الدعوة عبر اثير الاذاعة والتليفزيون  ولا شك ان هذا دور وزارة الاوقاف والازهر الشريف والمجلس الآعلى للشؤون الاسلامية لان الخطاب الديني في الحقيقة خطاب إعلامي وكما نعلم ان الرسالة الإعلامية تساهم في تشكيل وعي المتلقي فما بالكم بالرسالة التي تحمل في طياتها مضامين دينية ونحن شعب متدين بطبيعته خاصة اذا علمنا ان الارهاب ليس قضية أمنية رغم ان جانبا منها  امني لكن في الاساس هي قضية فكر يخاطب العقل واذا كان الفكر فاسدا فان العقل سيفسد اذا اقتنع بالفكر الفاسد وعليه تصبح مواجهة الارهاب فيما يحدث اليوم التصدي للفروع دون التعاطي مع الاصول !! 
تبدأ الاصول من الاسرة الخلية الاولى في المجتمع يليها دور العبادة ثم دور العلم من مدارس وجامعات ولا يجب ان نغفل دور الاعلام في صياغة عقل الامة وكذلك الجمعيات الأهلية والاحزاب السياسية والنقابات المهنية وتعد كل هذه الدوائر الاجتماعية نوعا من الحاضنات لاي فكر بغض النظر عن طبيعته يؤثر في النشأ الذي يعتبر سلاح المجتمع بناءا او هدما اذا صلح الفكر قاد الى جيل صالح يبني مجتمعة على اسس سليمة واذا فسد الفكر قاد الى جيل طالح يهدم مجتمعة ويقوض حاضره ومستقبله ومن ثم اذا تتسللت الى المجتمع التوجهات الارهابية من خلال الفكر الذي يحاول مروجوه ربطه بالدين والدين منه براء فاننا امام مشكلة ليس للامن دور فيها !!
وكم سمعنا مقولة انه يجب القضاء على الارهاب من خلال تجفيف منابعه وفي تصوري ان البعض قد لا يعلم الكيفية التي من خلالها يتم تجفيف منابع الإرهاب وأجد ان تصحيح او فلترة الخطاب الديني أمر مهم لإنجاز هذه الخطوة عن طريق العودة الى المفهوم الوسطي للدين وتربية النشأ على قيم واخلاق  هذه الوسطية وعليه يصبح من الضروري ان يتحمل الازهر والكنيسة مسئولية مراجعة مناهج التربية الدينية والاهتمام بمن يقوم بتدريسها فلا يعقل مثلا ان مدرس الالعاب يدرس تربية دينية للعجز في معلمي هذه المادة او مدرسة اللغة الفرنسية تقوم بتدريس التربية الدينية المسيحية خاصة في المدارس الخاصة !! 
اذن نحن امام عملية بناء فكري لحماية اولادنا من الفكر المتطرف كي نقضي على الارهاب من جذورة  ولا نعطي الفرصة لنمو فروعه وهنا نساعد في المواجهة الامنية التي لا تأتي إلا بعد استفحال المشكلة التي تتحول مع مرور الزمن الى ظاهرة يصعب السيطرة عليها 
بالطبع تساهم عوامل اخرى في تهيئة مناخ  الإرهاب منها طول أمد المحاكمات فلا يمكن ان نحاكم ارهابي بقانون الإجراءات الجنائية العادي الذي يعود تاريخه الى العام 1937 لأن الارهابي مجرم غير عادي ولابد ان يحاكم امام القضاء العسكري وتطبق عليه القوانين غير العادية و لا ننتظر حتى تحدث عمليات ارهابية يذهب ضحيتها فلذات اكبادنا او يدعونا رئيس الدولة الى رفع الاغلال التي تكبل العدالة الناجزة حتى نبدأ نفكر في تعديل القوانين ولا شك ان موافقة مجلس القضاء الآعلى على مشروع قانون مكافحة الارهاب خطوة ايجابية على الطريق الصحيح وان جاءت متأخرة من هنا دعونا نفكر بشكل مختلف لحماية الوطن من خطر الإرهاب سواء القادم من الداخل او الخارج ولا نخشى الا الله في مواجهتة  فالجميع في قارب واحد ومواجهة الارهاب مسئولية مجتمعية ! .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *